* العلم الإلكترونية بعد مرور أكثر من يومين على وقوعها، أوقف الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي ببلدية "تملالت" بإقليم قعلة السراغنة، بضواحي مراكش، مساء أول أمس الثلاثاء، 13 مشتبها بهم في جريمة مقتل شاب، يسمى "زهير نجيم". الشاب الذي يبلغ من العمر 23 سنة، لقي حتفه على إثر تعرضه لاعتداء جماعي وطعنات بواسطة أداة حادة في أنحاء مختلفة من جسده، من طرف أشخاص لاذوا بالفرار على متن سيارة فلاحية، مباشرة بعد انتهاء سهرة صاخبة للفنان الشعبي، عبد العزيز الستاتي، التي تم تنظيمها، ليلة السبت الأحد، بمركز تملالت، على هامش المهرجان الفني والثقافي للمدينة، تابعها أكثر من 20 ألف شخص تقاطروا على المنطقة من مختلف الجماعات القروية المجاورة لها. مصادر مطلعة أكدت بأن المشتبه بهم جرى توقيفهم بدواري "امغينية" و"البطمة"، التابعين للجماعة القروية المجاورة "الجعيدات" بقيادة "رأس العين"، الواقعة بإقليم الرحامنة، بعد أن قامت الضابطة القضائية، مستعينة بتقنيين مختصين، بتفريغ أشرطة مصوّرة التقطتها كاميرات مثبتة بواجهة مؤسسة بنكية تقع بالشارع الرئيس لمركز تملالت، غير بعيد عن الموقع الذي ارتكبت فيه الجريمة. وهي الأشرطة التي مكنت المحققين من التعرف على أرقام اللوحة المعدنية للسيارة الفلاحية، والتي أجروا عملية تنقيط لها بمصالح تسجيل السيارات التابعة لوزارة النقل، ليقودهم ذلك إلى تحديد هوية صاحب السيارة، الذي روى لهم فصول الاعتداء الجسدي الجماعي الذي تعرّض له الضحية من طرف بعض ركاب السيارة، الذين دلّ الدرك الملكي على أمكان تواجدهم، ليتم توقيفهم تباعا ويقتادوا إلى بالمركز الترابي بتملالت، حيث جرى وضعهم رهن الحراسة النظرية، في انتظار استكمال البحث التمهيدي. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن أسباب الجريمة، التي وقعت دقائق قليلة بعد السهرة الصاخبة للستاتي التي انتهت في حدود الساعة الثالثة والنصف من صباح يوم الأحد المنصرم، تعود إلى اندلاع نزاع بين الضحية والمعتدين عليه، الذين اتهموه بتكسير الواجهة الزجاجية للسيارة، قبل أن يتطور ذلك إلى تبادل للسب والشتم، ويعمد بعضهم إلى رفسه وضربه و تعنيفه بواسطة كرسي. فيما استل آخرون هراوة وأداة حادة من السيارة وانضموا إلى حفلة الاعتداء الجماعي على الضحية، الذي تركوه مضرجا في دمائه ولاذوا بالفرار. وتم نقله إلى المستشفى المحلي "الأميرة للا خديجة"، حيث وقف الطبيب المداوم على خطورة إصباته، ليتقرّر نقله للمستشفى الإقليمي "السلامة" بمدينة قلعة السراغنة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، في حدود الساعة السابعة من صباح اليوم نفسه، متأثرا بنزيف داخلي أصيب به في رأسه. هذا، ورجحت مصادر الجريدة، بأن يتم تمديد الحراسة النظرية في حق الموقوفين ال 13، من أجل تعميق البحث التمهيدي الذي يجريه درك تملالت معهم، مضيفة بأنه من المقرّر أن يتم تقديمهم، غدا الجمعة، أمام الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، في الوقت الذي جرى فيه حجز الكرسي والهراوة، باعتبارهما من أدوات الجريمة، بينما لم يتم العثور بعد على الأداة الحادة التي استعملها أحد المتهمين بالاعتداء على الضحية. وكان العشرات من سكان بلدية تملالت، خاصة من أصدقاء الضحية، نظموا، مساء يوم الأحد المنصرم، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة الترابية، تزامنا مع السهرة الختامية للمهرجان، تلوا خلالها الفاتحة على روح الضحية، ونددوا بضعف الإعداد الأمني للمهرجان، والنقص الحاد في أعداد الدرك الملكي والقوات المساعدة. وهو ما أكدوا بأنه تسبب في انتشار التعاطي الواسع والعلني لاستهلاك الخمور والمخدرات، والتحرش بالنساء.