‘مشاهدة الأشخاص’ صارت فنا يمارس عبر الإنترنت، ولكن بدلا من الجلوس في أحد المقاهي لتتبع المشاة، يجمع ‘محققو’ الإنترنت معلومة تلو الأخرى لتطوير ملف شخصي لهؤلاء الذين يقعون في دائرة اهتمامهم. يستخدم الملايين من الأشخاص محركات البحث على الإنترنت بشكل شهري لمعرفة المزيد من المعلومات عن الآخرين، فعبر تصفح المعلومات المتاحة مجانا عبر الإنترنت، يمكنهم العثور على الوثائق التي دونها شخص ما، أو الأحداث التي حضرها، بالإضافة إلى الحصول على صور له وكيفية الاتصال به، وفي أحيان أخرى، الحصول على أرقام بطاقته الائتمانية. ويعني هذا أن الخصوصية صارت شيئا من الماضي، حيث أن حاجة الأشخاص للتجسس على الآخرين أصبحت كبيرة. ويلاحظ بعض الأشخاص حجم المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، ولكن الشكاوى التي يقدمونها إلى الهيئات المسؤولة عن أمن البيانات، قد تكون لديها فرصة ضئيلة جدا في إدخال تعديلات على ما هو مسموح ومتاح بالفعل. ويقول ماركو يوبوفيتش، مدير التسويق بشركة ‘ياسني’ لخدمات البحث عن معلومات بشأن الأشخاص عبر الإنترنت: ‘الرغبة في الحصول على معلومات عن الآخرين، رغبة طبيعية وملحة’ وأضاف يوبوفيتش أن معظم الأشخاص يضعون أسماءهم في أحد محركات البحث في البداية، مشيرا إلى أن ‘الفضائح الاخيرة في مجال أمن البيانات، خلقت نوعا من الحساسية تجاه البيانات الشخصية’. ويعني هذا أن الأشخاص الذين يعرف عنهم اجراء عمليات بحث على الإنترنت عن أسمائهم ازدادوا عددا. ويضيف يوبوفيتش أنه بالإضافة إلى ذلك، يرغب مستخدمو الإنترنت في إجراء عمليات بحث عن عائلاتهم وأصدقائهم، فضلا عن ‘الأشخاص الذين لا يحبونهم كثيرا’. وذكرت مجموعة ‘ايه.جي.أو.إف’ الألمانية لأبحاث الإنترنت أن حوالي 2.69 مليون شخص يدخلون على موقع ‘ياسني’ شهريا، وهو أكثر من معدلات استخدام موقع الأدلة التجارية الإلكتروني ‘يلوبيدجز ‘في ألمانيا. وأوضح يوبوفيتش إن ‘نحو ثلث عدد عمليات البحث عبر الإنترنت مرتبطة بالأشخاص .. ونحن نتأكد من أن عمليات البحث تجري بصورة أسرع ‘. واشترك نحو 500 ألف شخص في خدمات ‘ياسني’ منذ البدء في تقديمها قبل 17 شهرا، ولكن يتم حذف نحو 500 ملف شخصي شهريا لعدم استخدامها، حيث تعتقد الشركة أن تلك الملفات تعود لشخصيات وهمية. وتغري تلك الخدمة الفضوليين بشكل كبير، خاصة لأن التسجيل فيها مجاني، حيث تعتمد شركة ‘ياسني’ في تمويلها على الإعلانات. وانتقدت وسائل الإعلام الألمانية ممارسات البحث عن عناوين البريد الإلكتروني أو الانشطة السياسية والأفعال المشينة التي ارتكبها أشخاص في الماضي. وحتى العمليات التي يجريها المتسوقون عبر مواقع الكترونية مثل ‘أمازون’، يمكن استخدامها في عمليات البحث الالكتروني، حيث تسمح تلك البيانات للمتعقبين بمعرفة الكتب والأفلام المفضلة لدى شخص معين. وتلقت السلطات الألمانية 50 شكوى متعلقة بتلك القضية حتى الآن.