كشفت دراسة طبية أن أوروبيا من بين كل ثلاثة يعاني مشكلة القذف السريع الذي يصفه العلماء بالمشكلة الذكورية الأكثر تكرارا. وقال د. سيلفان ميمون رئيس مركز الأمراض التناسلية بمستشفى كوشان بباريس والمشارك بالدراسة، إن إقبال هواة بناء العضلات على هرمون التستوستيرون يتسبب على المدى الطويل في الإصابة بضعف القدرة الجنسية. جاء ذلك تعليقا على الدراسة التي أجريت بناء على طلب أحد مختبرات الأدوية الذي يستعد لطرح دواء لعلاج هذه المشكلة. وتبين من واقع الدراسة التي أجريت على 900 متطوع أوروبي، ومن واقع أسئلة ألقيت عليهم منفردين، أن متوسط الفترة التي تسبق القذف هي 5 دقائق. واعتُبر أن القذف في أعقاب الدقائق الخمس -حسب الدراسة- لا يعني أنه يقع في الحال، لكنه سريع بما فيه الكفاية. وتبين من واقع إجابات المشاركات أنهن ذكرن مددا تقل عما ذكره أزواجهن. وقد أظهر القسم الثاني من الدراسة أن المتوسط العلمي للفترة التي تسبق القذف هو سبع دقائق لدى الرجال الذين لا يعانون من مشاكل صحية، وتنخفض لدى المرضى إلى دقيقتين فقط. وعلق رئيس قسم المسالك البولية بمستشفى د. نيم بيير كوستا على الدراسة بالقول "يجب ألا نكرس للأرقام بشكل كامل.. فمن خلال استشاراتي الطبية تبين لي أن هناك رجالا يقذفون بعد دقيقتين وحياتهم الزوجية تسير على ما يرام.. وأزواج آخرون يقذفون بعد عشرين دقيقة دون أن تشعر زوجاتهم بالرضا". وطرح القائمون على الدراسة مشكلة تطور المفهوم محل الدراسة والبحث. فقد استقر الأطباء لزمن طويل على تسميته بالقذف قبل الأوان أو غير الناضج. ثم طرأ تحول في التسمية لتصبح القذف المبتسر، قبل أن يلجأ الأطباء أخيرا لتسمية القذف السريع، والتي لا تزال هي الأخرى تعاني الغموض خاصة في ظل عدم رغبة المتخصصين على قصر المتاعب التي يعانيها الرجل المعني على فترة الإيلاج فقط. وقال ميمون إنه من الضروري أن نضع في الاعتبار المعاناة التي تؤدي إليها المشكلة على مستوى الزوجين، وكذلك إضافة مفهوم آخر لهذا الموضوع وهو السيطرة على الفعل، فالرجل الذي يقذف سريعا لا يشعر بما هو آت إلا متأخرا. وتعاملت الدراسة مع معطيات علمية قائمة فعليا، من بينها أن الأدوية المضادة للاكتئاب تساعد على تأخير القذف الذي يعد أحد الأعراض الجانبية الإيجابية لهذه الأدوية. لكن التجارب أفادت أن الاستخدام اليومي لهذه الأدوية يضعف الشهوة، ومن هنا جاءت فكرة اختيار الأدوية ذات المفعول السريع ووصفها للتناول خلال فترات تمتد من ساعة إلى ثلاث ساعات قبل الجماع. وقد أشار ميمون إلى أن تناول هواة بناء العضلات للتستوستيرون يزيد من نمو العضلات، لكنه يؤدي على المدى الطويل لكبح قدرة الخصيتين على إنتاج هرمون الشهوة الذي يؤدي افتقاده للارتخاء. يُذكر أن الأطباء يعتبرون مشكلة أخرى -هي ضعف الانتصاب- مؤشرا مبكرا على احتمال الإصابة بأمراض خطيرة مستقبلا. وتبين أن 33% من مرضى ضعف الانتصاب معرضون للإصابة بأمراض القلب، و17% قد تداهمهم أمراض ضغط الدم، و6% منهم ربما يصابون بالذبحة الصدرية.