* العلم: سلا – عبد الله الشرقاوي حينما كانت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا تستمع لمتهم مريض جالس فوق كرسي بشأن أحداث مخيم «اكديم إيزيك» نهض فجأة يتمشى على رجله وكأنه تعافى من حالته المرضية، وأخذ ينزع ثيابه ليُري المحكمة ما اعتبره تعذيبا يقول إنه تعرض له، وأصيب بكسر بموقعين مختلفين، الأول عند الدرك الملكي، والثاني بمخيم العيون، الذي كان قد أقام فيه لمدة شهر. وكانت هيئة الحكم قد شرعت مساء جلسة يوم الاثنين المنصرم في الاستماع إلى متهمين اثنين نفيا كل المنسوب إليهما بشأن تهم تكوين عصابة إجرامية وممارسة العنف في حق رجال القوات العمومية أثناء ممارسة مهامهم، والذي أفضى إلى وفاة 11 عنصرًا من رجال الأمن العزل، مؤكدين أنهما تعرضا للعنف والاكراه، لتواصل ذات المحكمة الاستماع إلى باقي الأظناء صباح أمس الثلاثاء، مع إرجاء الاستماع إلى الشهود من محرري محضر الدرك الملكي وشهود النفي. وتمحورت أسئلة رئاسة الهيئة القضائية، ممثلة في الأستاذ يوسف العلقاوي، حول دوافع إنشاء مخيم «اكديم إيزيك» ومؤطريه ومزودي ساكنته بالمؤونة والخيام، وعلاقة الساكنة به وطرق فض الخلافات بينهم ، إضافة إلى مدى إسماع الإنذار الذي وجهته السلطات لمغادرة المخيم، والجهات التي كانت ترهب المواطنين على عدم مغادرة المخيم، وهي مشكلة من فرق، والأشخاص الذين ارتدوا بدلا عسكرية، وكذا المعتدين على رجال الدرك والأمن والقوات المساعدة وعناصر الوقاية المدنية، وذلك بالأحجار والسلاح الأبيض، وقنينات الغاز المشتعلة، ومدى معاينة القوات العمومية والتبول على الجثة، وهي الفضائح التي عرضت في شريط من قبل هيئة المحكمة صبيحة يوم 13 مارس 2017، بعدما اعترض دفاع المتهمين عن هذا الشريط، لكونه مركبا، وغير محايد، معتبرا إياه مجهول الهوية، في حين أكدت المحكمة أن الشريط وثيقة محالة عليها ضمن وثائق ملف محكمة النقض، التي يتعين مناقشتها. وأثير خلال جلسة يوم الاثنين الماضي من جديد موضوع الصفة القانونية لدفاع الضحايا عندما حاول أحد المحامين طرح سؤال حول ظروف ادعاء متهم أنه اغتصب في خيمة ورجلاه خارجين منها نظرا لصغرها «الخيمة»، مما أثار شنآنا بين الدفاع واحتجاج بعض المتهمين الذين رفضوا في البداية التزام الصمت. وقد خصصت هيئة الحكم مترجما لمتهم لا يفهم جيدا اللغة العربية، ورفضت ملتمس محام يرمي إلى إجراء خبرة طبية على موكله موجود في حالة سراح مؤقت لعدة سنوات، في حين أنه يرتقب أن تتوصل اليوم الأربعاء بتقرير الخبرة الجسدية والنفسية المجراة على المتهمين المعتقلين، والتي كانت المحكمة قد أمرت بها في جلسة سابقة مع تمكين الأطباء المعدين لهذا التقرير من مهلة شهر تنتهي بيومه الأربعاء. متهم في أحداث أكديم إزيك يتعرى أمام هيئة المحكمة