أكد محمد مصطفى عزام -أستاذ جامعي بكلية الآداب بالرباط,أن الإبداع الذي ينتجه الصوفي يمثل تجليا إبداعيا راقيا للفكر. وقال السيد عزام, في محاضرة بعنوان «»الصوفية والإبداع الصوفي»» نظمت في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان الإبداع الصوفي, إن العملية الإبداعية حاضرة بقوة في التصور الصوفي الذي يسعى إلى التحقق بمقام الإحسان, مستحضرا, في هذا السياق النصوص والأعمال التي أثرى بها أهل التصوف الأدب والفن الإنساني عامة والإسلامي على الخصوص. وأوضح السيد عزام- خلال هذه المحاضرة الافتتاحية التي تندرج في إطار هذا المهرجان المنظم من طرف جمعية رحاب الثقافة ووكالة «»الحمراء إيفنس»», تحت شعار «»التعابير الصوفية في الرباط وسلا»», أن المتصوف يسعى إلى «»التحلي بكل خلق سني والتخلي عن كل خلق دني»». وأشار المحاضر, إلى أن المتصوف «»لا يمكن أن يفكر في استقلال عن الله»» مما يضفى على إبداعه الفني سمة الجمال وصفة «»الربانية»». واعتبر أن خصال التطهر ومجاهدة النفس وتنقية الباطن, تمثل مجتمعة شرطا أساسيا من شروط الإبداع الحقيقي, مبرزا أن الصوفي المتحقق بهذا الشرط يطهر بالضرورة الخيال بما هو جوهر للوجود الإنساني, ويحرص قدر إمكانه على إتقان كل عمل ينجزه. وفي هذا السياق أبرز السيد عزام الحضور الوازن للفنون الإسلامية, وخاصة منها الفن المعماري, ضمن الإبداعات الإنسانية, معتبرا أنها تختزن أبعادا رمزية أصيلة ذات دلالات روحية وتعتبر من أرقى مراتب العطاء والإبداع الإنسانيين. من جانب آخر أوضحت رئيسة جمعية «»رحاب الثقافة»» السيدة عائشة رشاد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا المهرجان- في نسخته الأولى- يسعى بالدرجة الأولى إلى «»خلق حدث تمثل فيه الروح العاطفة والتفكير والتحلق حول مواضيع أساسية كالسلام والانفتاح والتسامح»». وأضافت السيدة رشاد أن تنظيم مهرجان سنوي من هذا النوع في مدينة الرباط يشكل مطمحا للجمعية ووسيلة «»للتعريف بالفنون والإبداعات الصوفية, من شعر وسماع وملحون وغيرها»», مذكرة بأن الجمعية سبق أن نظمت خلال سنتي2007 و2008 الدورتين الأولى والثانية لمهرجان الشعر بالرباط على التوالي تحت شعار «»لقاء الرافدين»» و»»الشعر الصوفي»». يذكر أن جميعة رحاب الثقافة، التي تأسست سنة2007 ، تهدف إلى المساهمة في الإشعاع الثقافي لمدينة الرباط, باعتبار الثقافة إحدى وسائل محاربة الفقر والإقصاء والأمية.