للكلمات أحيانا وقع اشد من وقع السيف، بل يمكنها أن تكون سببا في الانتصار أو الهزيمة ..ولان فلسطين اكبر من أي حرب ..من أي جيش ومن أي قوة..فإنها باقية صامدة حية لارتباطها بالروح بالعقيدة وبكل ما نعنيه ويعنيه الوطن لنا.. في ذكرى الأرض الثالثة والثلاثون والتي احتفى بها الفلسطينيون هناك في القدس بزراعة ستة آلاف شجرة زيتون في أحياء المدينة المهددة بالهدم والإخلاء والمصادرة..أحيت منظمة المرأة الاستقلالية الذكرى من خلال تنظيمها لأمسية شعرية تضامنا مع المرأة في فلسطين..المرأة التي تكاد أن تتحول إلى امرأة خرافية، امرأة تتحدى القصف والموت وضياع الولد والدار وكل عزيز لتعود من جديد لتعانق الحياة والولادة والزرع وملء المائدة..فهي سند الرجل والحريصة دائما على البقاء على الأرض والحياة. .. أحيت الأمسية كل من الشاعرة الكبيرة مالكة العاصمي بكل ما تعنيه للقارئ المغربي والعربي من شموخ في الكتابة الشعرية والقدرة على محاصرة الكلمات والجمال والصورة الشعرية ، وحضرت أيضا الشاعرة أمينة المريني التي تأبى إلا أن تسرح بعيدا إلى ما هو أرقى وابعد من الجسد إلى الروح لتكون شاعرة المغرب الصوفية بامتياز وحضرت أيضا الشاعرة إكرام عبدي التي تحتفي من خلال شعرها بالمرأة وبالشعر بأسلوب رقيق وناعم، كما أثرت الأمسية بشعرها السخي والدافق الشاعرة لطيفة المسكيني ..ولارتباط اسم الزعيم علال الفاسي بالقضية الفلسطينية كان شعره عن القدسوفلسطين حاضرا من خلال قصيدته «مسيرة القدس».. ولارتباط الموسيقى بالشعر كان الملحن الكبير عبد الله عصامي الذي رافق بالعود إلقاء الشاعرات وأيضا عازف الناي الساحر مصطفى الريحاني ليعطيا الأمسية كامل الرونق والتوهج .. التقديم كان للشاعر محمد بشكار الذي أبدع في تقديم فقرات الأمسية والذي حيى نضال المرأة الفلسطينية وذلك بقوله «هي مناضلة وهي تهيء القهوة والخبز وترمي الحجارة او تلاقي حبيبها بضفائر تنتثر في جبل الكرمل كالماعز الأسود ....» وقبل أن نمر إلى إدراج مقتطفات من قصائد الشاعرات وأيضا بعض تصريحاتهن وتصريحات بعض نساء المنظمة اللواتي نسين انشغالاتهن السياسية وانصهرن في جو الإبداع وكل ما توحي إليه القضية الفلسطينية..ندرج كلمة كل من السيدة نعيمة خلدون رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية وأيضا كلمة ممثل دولة فلسطين السيد علي عبد الله قبلاوي.