قد يتقبل المجتمع قسوة الأم على أبنائها .. ولكنه يرفض ويستنكر أن تقسو زوجة الأب على ابن زوجها حتى ولو كانت درجة القسوة أقل بكثير من درجة قسوة الأم، فالأمر أشد وأبشع في حالة زوجة الأب لأن المجتمع يرفض هذه القسوة نتيجة النظرة السائدة عنها، في حين أن الواقع يقول إن هناك نماذج مثالية لزوجة الأب تعامل أبناء الزوج كأنهم أولادها و تدرك أنهم محتاجون إلى الحب و الحنان في إطار من الحزم ،و هي نمموذج زوجة الأب الناضجة، أما زوجة الأب التي تعامل أولاد زوجها على أنهم غرباء عنها فهي مرفوضة و تعطى الصورة تلك السلبية. ************** يؤكد الواقع أن هناك نماذج مثالية لزوجة الأب التي تعامل أبناء الزوج كأنهم أولادها لكن السائد دائما هو صورتها التي لا تبعد عن المرأة القاسية التي لا يعرف قلبها الرحمة و العطف إنها زوجة الأب تلك المرأة التي قد تجد نفسها مسؤولة عن ابن لم تلده , طفل قد يكون يتيم الأم أو أمه على قيد الحياة ولكنه لا يعيش معها بعد طلاق والده لها. رسم الموروث الثقافي ووسائل الإعلام صورة بشعة لها في حين أن الواقع قد يضم صورا أخرى من زوجة الأب التي قد تصل من العطف والحنان مع أبناء الزوج إلى درجة الأم المثالية والسؤال الآن ما هي حقيقة طبيعة العلاقة بين زوجة الأب وأبناء الزوج وهل تلك الصور البشعة منها هي القاعدة وغيرها هو الاستثناء وهل من سبيل لعلاج الفجوة بينهما? خبراء التربية يؤكدون أننا لا نستطيع أن نطلق تعميما عاما بأن كل زوجة أب سيئة ولكن يرتبط ذلك بسمات وخصائص الشخصية لهذه الزوجة منها دينها وإدراكها للموقف وإدراك الأبناء لصورتها وكما يقول الدكتور عبد العزيزإلهامي، أستاذ علم النفس: إن المجتمع قد يتقبل قسوة الأم على أبنائها ولكنه يرفض ويستنكر أن تقسو زوجة الأب على ابن زوجها حتى ولو كانت درجة القسوة أقل بكثير من درجة قسوة الأم فالأمر أشد وأبشع في حالة زوجة الأب لأن المجتمع يرفض هذه القسوة نتيجة النظرة السائدة عنها في حين أن الواقع يقول إن هناك نماذج مثالية لزوجة الأب تعامل أبناء الزوج كأنهم أولادها و تدرك أنهم محتاجون إلى الحب و الحنان في إطار من الحزم و هي ما تسمى زوجة الأب الناضجة، أما زوجة الأب التي تعامل أولاد زوجها على أنهم غرباء عنها فهي مرفوضة و تعطى الصورة السلبية. أما الدكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم النفس فتشير إلى أن الإعلام و الموروث الثقافي ساهما في تشويه صورة زوجة الأب كما حدث مع صورة الحماة مثلا في حين أننا من الصعب أن نقول إن هناك قاعدة أو صورة واحدة تكون عليها زوجة الأب فهناك عوامل كثيرة تؤثر في تشكيل تلك الصورة أهمها اختيار الأب للزوجة الصالحة المتدينة التي تراعى الله في تربية أبناء الزوج خاصة إذا كانت والدتهم متوفاة وألا يكون اختياره لها اختياراً متسرعاً قائماً على الشهوة كأن يتزوج شابة صغيرة وهو رجل كبير هذا إلى جانب شخصية الأب و طبيعة علاقته بالزوجة إذا كانت جيدة أو غير ذلك فكل هذا بالتأكيد ينعكس على علاقتها بأبنائه فعلى الأب أن يكون مقدرا لدور الزوجة في هذه الحالة ويعطيها حقها في الإنجاب و لا يعطيها الإحساس أنه تزوجها لمجرد رعاية الأبناء فقط , ومن العوامل التي تؤثر في طبيعة العلاقة أيضا الأبناء أنفسهم هل يقبلون وجود أم بديلة أم لا .? خاصة إذا كانت سنهم كبيرة و إذا كان فيهم بنات حيث تسود هنا مشاعر الندية والغيرة من زوجة الأب التي احتلت مكان الأم أما إذا كان الأطفال صغاراً فقد لا يشعرون بذلك , ولا يجب أن ننسى أيضا أن الدخلاء من الأقارب سواء الجدة أو الخالة أو الجيران ممكن أن يكون لهم دور سلبي ويشوهون هذه العلاقة, وهناك بعض الأخطاء التي قد تقع فيها الزوجة عندما تقوم بدور الأم و تأخذ مكانها بشكل كامل وقد تدفعها الحماسة وقلة الخبرة التربوية وتصطدم بالأطفال وقد لا يرفضونها هي بالذات ولكن يرفضون كل من تريد أن تمحو ذكرى أمهم أو تأخذ مكانها لذا يجب على زوجة الأب الصبر و العمل على تكوين علاقة مع أطفال زوجها ببطء دون استعجال لأخذ دور المربى الذي يمارس السلطة على الطفل وعليها أن تترك دور التأديب للأب و تعمل على كسب ود الأطفال و تحترم حبهم لأمهم سواء كانت الأم ميتة أو حية و عليها احترام بعض العادات التي عودت أطفالها عليها , وهناك حالات أخرى تكون المشكلة في مشاعر زوجة الأب العدوانية نحو الزوجة الأولى و لو كانت ميتة فتراها منافسا لها و تكره كل ما يخصها و عندها تنظر لأبناء الزوج على أنهم أعداء لها