فاجأ وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الجميع بتصريح مثير حول عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، حين قال إن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أبلغ رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، نكوسازانا ديلامينيزوما، عن موافقة الجزائر على انضمام المغرب للمنظمة القارية. وقال لعمامرة في حوار له مع موقع » RFI » الإلكتروني، على هامش لقاء رؤساء حكومات حول الملف الليبي، الذي جرى في برازافيل، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، إن « الجزائر ترحب بانضمام المغرب للاتحاد الافريقي، وأن المملكة ستكون متساوية في الحقوق والواجبات مع باقي الدول الأعضاء ». وأوضح المسؤول الجزائري « منذ 22 نونبر والإجابة الرسمية للرئيس التي أخبر بها السيدة زوما، هي أن المغرب مرحب به في الاتحاد الإفريقي، باعتباره البلد 55 في الهيئة القارية ». وأضاف أن « المملكة ستكون متساوية في الحقوق والواجبات مع الدول 54 المشكلة حالية للاتحاد الإفريقي »، مضيفا أن « هناك مرحلة للاحتجاج ومرحلة للتعقل. ربما نحن الآن في مرحلة التعقل ». وأشار إلى أن « الانسجام الجغرافي الذي يفرض أن يجد بلد إفريقي بشكل طبيعي مكانه في البيت الإفريقي المشترك يقتضي انسجاما تاريخيا أيضا وتاريخ هذا البيت هو تحرير إفريقيا وتصفية الاستعمار والانتصار على نظام الميز العنصري ». وقال بخصوص تقديم 28 دولة عضو في الاتحاد الإفريقي، لملتمس خلال القمة الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الرواندية كيغالي، للمطالبة بتجميد أنشطة جبهة البوليساريو في الاتحاد الإفريقي، قال لعمامرة « هذه أمور من الماضي، ولا تعكس واقع الأمور، لا في تلك الفترة، ولا في الوقت الحالي »، مضيفا « هذا وقت التعقل، ونأمل أن يتعامل المغرب بنفس الطريقة التي تعامل بها في الماضي، فد جلس مع موريتانيا، ولم يكن يعترف بها (قمة منظمة الوحدة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية)، ونحن نأمل في يعيد التاريخ نفسه هذه المرة أيضا ». وتجدر الإشارة إلى أن المغرب انخرط في حملة دبلوماسية قوية قادها لملك لحوالي ستة أشهر من أجل العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، ومن المنتظر أن تثمر هذه الحملة عودة فعلية ورسمية للمغرب مباشرة من أديس أبابا التي ستشهد غدا انطلاق القمة ال28 للاتحاد الإفريقي.