علم من مصادر ديبلوماسية متطابقة أن وفدا يضم العديد من الدول المانحة سيقوم خلال الأيام القليلة القادمة بزيارة ميدانية لمخيمات لحمادة في تندوف لمعاينة أوضاع اللاجئين الذين يوجد غالبيتهم في وضعية احتجاز فوق أراضي خاضعة للسيادة الجزائرية ولمعرفة الحاجيات الحقيقية لهؤلاء اللاجئين والتأكد من مصير الدعم الذي تقدمه حكومات هذه الدول لإسعافهم لمواجهة الظروف الصعبة والقاسية التي يواجهونها، وتقييم هذه الظروف حسب ما أفاد به المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين الذي قال إننا «نشعر بالقلق فيما يتعلق بالتغذية بين اللاجئين». وعلم أن الوفد يضم سفراء وديبلوماسيين من أكثر من 19 دولة منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، كما يضم الوفد ممثلا عن برنامج الأغذية العالمي. ويرتقب أن يعاين الوفد أوضاع اللاجئين المحتجزين وستكون فرصة للوقوف على الحقائق الخطيرة التي أضحت معروفة وفضحتها العديد من المنظمات الدولية ووسائل الإعلام والتي أكدت أن جزءاً مهماً من هذه المساعدات تقع قرصنتها من طرف أوساط نافذة في قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية ويقع تحويل وجهتها نحو الأسواق السوداء خصوصا في الجزائر ومالي والنيجر وموريطانيا ولم يعد خافيا أن العديد من عناصر قيادة هذه الجبهة الانفصالية راكموا ثروات طائلة من عائدات هذه السرقات. ويذكر أن جبهة البوليساريو الانفصالية ترفض باستمرار السماح لأية جهة خارجية للقيام بإحصاء للعدد الحقيقي للاجئين وتصر على الترويج لرقم مرتفع ومبالغ فيه لتحقق مجموعة من الأهداف، أولها أنها تتحدث في ضوء الأعداد الخيالية التي تروج لها عن شعب كبير، وثانيا أنها تعمل على رفع الأعداد للاستفادة بأكبر قدر من الدعم والمساعدة المالية والعينية التي يذهب جزء مهم منها إلى حسابات بنكية خاصة في أوروبا. ويراهن الرأي العام على أن تمثل هذه الزيارة بداية فعلية للتحقيق في هذه الجرائم الإنسانية.