أصدرت الجامعة الحرة للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب عقب انتهاء أشغال مؤتمرها التاسع بيانا ختاميا تضمن ملخصا لأشغال المؤتمر والقضايا التي تطرق إليها المؤتمرون. فيما يلي النص الكامل للبيان الختامي «إن المؤتمر الوطني التاسع للجامعة الحرة للتعليم (ا ع ش م ) المنعقد بالمدرسة الوطنية للدراسات المعدنية بالرباط يومي 13 و14 مارس 2009 تحت شعار : إصلاح المدرسة العمومية : انفتاح شراكة وحدة استمرارية . بعد أن استمع الى الكلمة التوجيهية للأخ حميد شباط الكاتب العام للإتحاد العالم للشغالين بالمغرب والتي أكد فيها على التوجهات الكبرى التي سطرها الاتحاد أثناء مؤتمره العام التاسع وما تمثله من ثوابث لمكونات الاتحاد العام . وبعد عرض اللجنة التحضيرية الذي قدمه الأخ محمد سحيمد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع للجامعة الحرة للتعليم والذي تناول فيه مختلف القضايا التي تستأتر باهتمام الجامعة الحرة للتعليم ومناضليها وكذا التصورات والرؤى التي تبلورت أثناء النقاش المسؤول لوثيقة برنامج عمل الجامعة المقدمة للمؤتمرين والتي حرصت اللجنة التحضيرية على أن تكون نوعية في مضامينها وطنية في مقاصدها نضالية في ابعادها .. هذه الوثيقة التي تمثل خارطة طريق الجامعة على الالتزام بتوابث الفعل النقابي السليم داخل ساحة نقابية مختلفة تعج بالأسماء ، وهذه إحدى المسؤوليات الكبرى التي يجسدها الضمير النقابي للجامعة الحرة للتعليم . إن امتلاك الجامعة الحرة للتعليم لرؤية تساندها خلفية تاريخية وثقافية ونضالية وممارسة نقابية ميدانية جعل من دورها دورا أساسيا في جعل الموظفين أكثر حصانة أمام الأفكار المريضة والرؤى الفكرية الضارة والمواقف المضللة التي تسوغ لهم الجحود ونكران كل شيء حتى ولو كان إنجازا استفاد منه هؤلاء الموظفون ... المسؤوليات الملقاة على كاهل الجامعة الحرة للتعليم كثيرة فهي المساهمة الجادة في تأهيل الحقل النقابي وهي القطع الضروري مع كثير من الممارسات وتتطلب ابتكار آليات وأساليب نضالية تلازم بين الحق والواجب وهي الانخراط أيضا في الإجابة على الأسئلة الحقيقية التي تطرحها تنمية القطاع وإنجاح المسألة التعليمية وتصحيح الصورة عند المجتمع التي بدأت بعض المنظمات الدولية تصنفه في مراتب متدنية في حقل التربية والتعليم. كما أخذت المسالة التنظيمية من عرض الأخ محمد سحيمد حيزا هاما إذ أكد على أن تحصين التنظيم وتقويته يبدأ من إحكام هيكلته وأشاد بالأفكار التنظيمية الواردة في وثيقة البرنامج العام. وهكذا طرحت الجامعة الحرة للتعليم في مؤتمرها التاسع شعار : إصلاح المدرسة العمومية انفتاح شراكة وحدة استمرارية . إن هذا الشعار له مايبرره في ظل الظرفية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها بلادنا . وكذا ظرفية الساحة التعليمية وما تعرفه من تراجعات على مستوى الأداء التعليمي للمدرسة العمومية ، وفي الآن نفسه يضع الشعار نقطة نظام لرد الاعتبار للمدرسة العمومية باعتبارها خزان للأهداف الوطنية وشلالا متدفقا في الكيان الوطني والبنيان المجتمعي المتأصل في تاريخه وحضارته العريقة . كما لايمكن للمدرسة العمومية أن تكون لها قيمة مضافة إلا بانخراطها في المحيط التنموي انفتاحها على المعطيات السوسيو اقتصادية لربط المدرسة بالحقل والعمل والمصنع تساهم كرافعة للإقلاع الاقتصادي والتنموي ببلادنا . وانفتاحها على تجارب الأمم المتقدمة لاستيعاب المتغيرات في الحقول التعليمية للبلدان التي حققت قفزات نوعية في المجال التعليمي والبحث العلمي وساهمت في الثورات الاقتصادية لتحسين مستوى معيشة المجتمع والحفاظ على كرامته وصون انسانية الإنسان دون التفريط أو التراجع على المكتسبات التي تحققت بنضالات الأسرة التعليمية وعموم الشعب المغربي . وهذا لايتأتى في نظر الجامعة الحرة للتعليم إلا بتظافر جهود كل المتدخلين في الشأن التعليمي و التربوي. كما طرحت الجامعة الحرة للتعليم مبدأ الشراكة والتشارك على أساس تعاقدي بين جميع مكونات المجتمع للنهوض بالمدرسة العمومية وإصلاحها . وإشراك كل الفاعلين التربويين لأن التجارب أثبتت أن أي إصلاح أحادي الجانب مآله الفشل فالأسرة التعليمية التي يوكل إليها تنفيذ الإصلاح إذا لم تستشر قد تتحول إلى معرقل له . إن التشارك يجب أن يكون مؤسساتيا بين المجتمع والسلطة الوصية على القطاع . والجامعة الحرة للتعليم في طرحها لقضية الوحدة النقابية في برنامجها اعتبرت الوحدة المدخل الوحيد لمعالجة الاختلالات الموضوعة على طاولة النقاش والحوار ، وتماشيا مع المسيرة النضالية للجامعة الحرة للتعليم طرحت إلزامية الاستمرارية في خطها النضالي دفاعا على مكاسب الأسرة التعليمية مخلصة النية في الاستمرار في الدفاع عن التعليم وقضاياه بمواقف نضالية متزنة بعيدا عن الغوغائية والمحسوبية والمزايدات النقابية التي لاطائلة من ورائها في ظرفية سياسية ونقابية دقيقة تجتازها بلادنا . ما أحوجها فيها لرص الصفوف ومواجهة كل التحديات المحدقة بالوطن وبمستقبل أجياله تجنبا لكل التيارات التي تشكك في كل شيء من أجل لا شيء . وبعد تقديم الوثائق ومناقشتها تم إغناؤها والتصديق عليها وإن المؤتمر الوطني التاسع للجامعة الحرة للتعليم إذ يسجل باعتزاز الروح النضالية العاليةالتي تحلى بها المؤتمرون يثمن المشاركة الفعالة للمؤتمرين في إعداد أوراق المؤتمر ووثائقه ومساهمتهم الإيجابية في إنجاح المؤتمر الوطني للجامعة . 7 يؤكد على الهوية النقابية للجامعة الحرة للتعليم باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ويشيد بالدور النضالي التي لعبته اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع في الحفاظ على هذه الهوية وضمان الاستمرارية . كما يسجل المواقف على المستويات التالية : على المستوى المهني : 7 تأكيد انخراط مناضلي الجامعة الحرة للتعليم في كل الإجراءات والأليات التي تروم إصلاح قطاع التربية والتكوين مما يخدم الناشئة ويساهم في تنمية البلاد وازدهارها وكذا في تصحيح الصورة عن المجنمع التي بدأت بعض المنظمات الدولية تصنفه في مراتب متدنية . 7 العزم الراسخ على تبني مواقف ملتزمة تزاوج بين الحق والواجب وتنبذ الأفكار والرؤى الفكرية الضارة والمواقف المضللة التي تشيع العدمية وتكريس الجحود بكل شيء حتى ولو كانت إنجازا استفادت منه الأسرة التعليمية . 7 الاستماتة في الدفاع عن الحقوق المكسبية للأسرة التعليمية وابرازها تلك المتعلقة برفع الحيف عن بعض الفئات التي كانت ضحية النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية . على المستوى المطلبي : 1 مطالبة الحكومة بتسريع الإجراءات لحذف السلاليم من 1 إلى 4 والبدء في صرف التعويضات ستمنح للعاملين في العالم القروي . 2 وزارة التربية الوطنية : تفعيل ماتبقى من مقتضيات فاتح غشت 2007 رفع الضرر على الفئات التي لحقهم حيف كبير من جراء النزاعات التي طالت مرسوم 24 فبراير 2003. إنصاف الفئات التي لم تستفد من التعويضات التي أقرت للإدارة التربوية. 3 الالتزام بالدفاع عن الملف المطلبي العام المنبثق عن الملفات المطلبية للنقابات الفئوية . وإن المؤتمر الوطني التاسع للجامعة الحرة للتعليم الذي يضع القضية الوطنية والوحدة الترابية من أولى أولوياته يبارك الخطوة الملكية الكريمة بمنح الصحراء المغربية حكما ذاتيا موسعا سيساهم في تمكين سكان القاليم الصحراوية من توسيع مشاركتهم لتنمية هذه الأقاليم والمساهمة في ازدهارها ويوجه نداءا إلى النقابات التعليمية الجزائرية الشقيقة بدعوة حكومة بلدهم بالكف عن معاكسة المغرب في حقوقه التاريخية وتحريض أبنائه (التي تحتضنهم ) ضد وطنهم الأم والاستجابة لدعوة المغرب لفتح الحدود وتسخير الطاقات البلدين لبناء المغرب العربي الكبير التي تنشده شعوب المنطقة. كما يؤكد المؤتمر تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني الشقيق وبالأخص قطاع غزة ويعتز بالتأثر والتلاحم والتوادد الذي ميز الشعب المغربي وأبان عنه خلال الهجمة الوحشية والبربرية التي شنتها آلة الحرب الصهيونية ضد الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ .ويدعو المجتمع الدولي على الحكومة الصهيونية لرفع الحصار وفتح المعابر لتمرير الدواء والغداء . كما يدعو حكومة مصر الشقيقة الى فتح معبر رفح واإسراع في التخفيف من معاناة شعب غزة الذي لازالت أوضاعه تتدهور من جراء الحصار وما خلقته الحرب التديرية من فواجع وكوارث . كما يؤكد تضامنه مع الشغب العراقي الشقيق في محنته ويطالب بالإسراع بإجلاء قوات الاحتلال عن أراضيه . وإن المؤتمر الوطني التاسع للجامعة الحرة للتعليم إذ يسجل بمرارة ماآلت إليه الأوضاع في العالم العربي من فرقة وتشتت أعطى الفرصة لخصومه في التمكن من الاستفراد ببعض دوله . بدأ بالعراق واستقر في السودان مسخرا كل الوسائل لتفتيته ونهب ثرواته والاستحواد على كل مقدراته متخذا مطية المحاكمة الدولية لعزل رئيسه يدعو كافة الدول العربية وكل قوى الشعب العربي لرص صفوفها وجمع كلمتها والاستعداد لمواجهة المتربصين بها.