شرح العلامة أحمد بن عبد النبي السلاوي رحمه الله ختم ألفية ابن مالك العالم النحوي الأشهر شرحا نفيسا مفصلا ذكر فيه الوجوه الإعرابية للمفردات والتراكيب، مستندا إلى مراجع دالة على واسع اطلاعه وعميق تبحره في المعارف، منها شرح الأشموني لألفية ابن مالك، والكافية له، والقاموس المحيط للفيروزآبادي، وتاج العروس لمرتضى الزبيدي، والنكت على الألفية والكافية والشافية والشذور والنزهة للإمام السيوطي، وتسهيل الفوائد وتكميل المقاصد لا بن مالك، والفوائد له كذلك، والفصوص لمحيي الدين بن عربي، وكافية ابن الحاجب، والإنصاف على الكشاف، وشرح البردة لسيدي محمد القادري، وتفسيرالنسفي، وشرح ابن مرزوق للبردة. فهذه الكتب متنوعة الموضوعات ما بين تفسيروسيرة وشمائل وتصوف ولغة ونحو ،،، مما يدل على سعة اطلاع الشارح ومعرفته بمصادروموارد الأحكام والأقوال والشواهد التي استفاد منها في تحريرهذه الختمة النحوية. وتتجلى المعرفة الأدبية لعلامة أحمد بن عبد النبي في هذه الختمة من خلال التذوق البلاغي لدلالات المفردات والتراكيب، مثلما تتجلى في ما ساقه من شواهد شعرية مناسبة لمقام الاستدلال والتوضيح، وهو لا يكتفي بالإعراب بل يستدل على توجيهه بالشواهد القرآنية. كما أنه رحمه الله يوظف معرفته بعلم العروض والقافية، وعلوم البلاغة فيتحدث مثلا عن الاحتراس أو التكميل وهومن مصطلحات علم البديع، ويذكرأمثلة توضيحية لذلك، ويتحدث عن التتميم. ولذلك فإنه رحمه الله لم يتناول هذه الأبيات لابن مالك تناولا إعرابيا فقط بحيث يذكرالإعراب ويوجه أقوال الناظم حول الوجوه الإعرابية مستدلا بالأدلة المتنوعة، بل نجده يقدم لسامعه وقارئه فوائد قرآنية وحديثية ووعظية ورقائق ترقق القلوب، وتبعث على إحسان العمل، فالتربية والعلم متكاملان في شرحه، وهذا التكامل كان من أبرزخصائص دروسه. تجدرالإشارة إلى أن كاتب هذه السطورقام بتحقيق نص هذه الختمة ونشرها في نهاية كتابه عن شيخ الجماعة بمدينة سلا العلامة أبي العباس سيدي أحمد بن عبد النبي، حياته وآثاره، والذي صدرعن دار أبي رقراق في الرباط قبل خمسة أعوام، ضمن سلسلة علماء وصلحاء سلا.