لأنه بات الأكثر انتشارا بين الامراض المزمنة ومضاعفاته قد تؤدي الى العمى والفشل الكلوي ومضاعفات أخرى مدمرة للصحة، ففي المغرب يصل عدد المصابين بداء السكري الى 3ملايين مصاب، دون احتساب الإصابات غير المصرح بها، وعلى المستوى العالمي اشارت منظمة الصحة العالمية الى ان 422 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض السكري، ويبلغ نصيب إقليم شرقِ المتوسطِ منهم 43 مليون شخص. وارتباطا بهذا الداء حذّرت دراسة سويدية حديثة من أن تناول كوبين من المشروبات الغازية يوميًا، يمكن أن يضاعفا خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حتى لو كانت من نوع ال(الدايت) أو المحلاة صناعياً. وأوضح الباحثون بمعهد «كارولينسكا» السويدي، في دراستهم التي نشروا نتائجها السبت، في المجلة الأوروبية لأمراض الغدد الصماء، أن من يشربون كوبين أو ما يقدر ب(400 ملم) تزيد فرص إصابتهم بالسكري إلى الضّعف. وأجرى فريق البحث دراسته على 2874 شخص من البالغين، نصفهم مرضى بالسكري، والنصف الآخر أصحاء. ووجد الباحثون أن كوبين من المشروبات الغازية، سعة الكوب الواحدة (200 ملم)، يضاعفان خطر الإصابة بالسكري، بغض النظر عما إذا كانت المشروبات سكرية أو محلاةً اصطناعياً (دايت). كما وجد الباحثون أن كل من يشرب لترًا من هذه المشروبات يوميًا، يرتفع خطر إصابته بالسكري من النوع الثاني بمقدار 10 أضعاف. وعن السبب في ذلك، قال الباحثون إن المشروبات الغازية تؤدي إلى مقاومة الجسم للأنسولين، أما المشروبات المحلاة صناعيا فقد تزيد من الاستهلاك الغذائي وتؤثر على الميكروبات في الأمعاء، ما يؤدي إلى الحساسية المفرطة تجاه الجلوكوز. وكانت دراسات سابقة أثبتت، أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بانتظام يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة، وترك الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، بطريقة مشابهة لآثار التدخين. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 90% من الحالات المسجّلة في شتى أرجاء العالم لمرض السكري، هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساساً جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي. فى المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.