الدار البيضاء: مريم زدري كثيرة هي الشوارع بالبيضاء التي يتوزع فيها رجال ونساء وكذلك أطفال ليمارسوا مهنتهم اليومية «التسول». تجدهم غالبا في الطرقات والشوارع وممرات الأزقة وقرب محطات القطارات والمحلات التجارية وأمام أبواب المساجد، لتحصيل دريهمات بالكاد لاتشفع حتى لسد رمق جوعهم. أطفال في عمر الزهور، أعلنوا القطيعة مع المدرسة، ووجدوا أنفسهم متشردين في فضاءات البيضاء، مجبرين تحت سلطة الفقر، ليعلنوا الصراع مع الواقع من أجل البقاء، وآخرون من أبناء هوامش العاصمة الاقتصادية، وجدوا في «التسول» مورد الرزق الوحيد الذي يعيل عائلاتهم. أطفال في عمر الزهور، حولتهم ظروف الحياة القاسية الى ضحايا فوجدوا في هذه المهنة مورد رزقهم. إنه الحنين الى المدرسة الذي اغتالته سلطة الفقر، ودفعت بالمئات من الأطفال الى التشرد، والمبيت على أرصفة الشوارع وخلف أبواب العمارات، يغالبون قسوة البرد وسيول الأمطار المتهاطلة الى أن يلقي الفجر بخيوطه الأولى، ليستأنفوا نشاطهم في التسول.