تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ينظم مجلس الجالية المغربية بالخارج، يومي 3 و 4 مارس 2009 بالرباط، الندوة الدولية الأولى للمجالس والمؤسسات الوطنية التي تخصها مختلف الدول لمواطنيها المقيمين بالخارج. سيشارك في هذه الندوة ستة عشر وفدا والعديد من الباحثين، قصد معالجة المواضيع الثلاثة التي تشكل صلب مهمة مجلس الجالية المغربية بالخارج: المشاركة السياسية، الأجهزة الاستشارية، والسياسات العمومية التي تنهجها مختلف الدول تجاه جالياتها بالغربة. ومن المنتظر أن يحضر هذه الندوة مسؤولون بمجالس الهجرة ومديرون بالإدارات المركزية بكل من الجزائر، وبلجيكا، وبنين، وساحل العاج، وكرواتيا، والإكوادور، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، ولبنان، وليتوانيا، ومالي، والمكسيك، والبرتغال، والسينغال وتونس إضافة الى المغرب. وينبع الاهتمام الذي توليه البلدان المشاركة في الندوة للمبادرة المغربية في هذا المجال من مدى الأهمية التي توليها لمواطنيها المقيمين بالخارج. كما أن مايتضمنه البرنامج من تبادل للرأي وتسليط الضوء على مختلف التجارب والمقارنة بينها يكتسي أهمية كبرى باعتبار أن التشريعات والسياسات العمومية التي تنهجها دول المصدر تجاه جالياتها بالخارج متنوعة كما عرفت تطورات متعددة؛ إذ لا وجود، في الواقع، لنموذج أو صيغة سائدة، خاصة في ما يتعلق بشروط وأشكال المشاركة السياسية للمهاجرين في الحياة الديمقراطية لبلدانهم الأصلية، إذا ما وجدت هذه المشاركة. كما أن المجالس ذات الطبيعة الاستشارية الخاصة بالمهاجرين، في حالة وجودها، تختلف عن بعضها كثيرا سواء من حيث صلاحياتها أو مكوناتها. وفضلا عن ذلك، فإن السياسات الحكومية تجاه المواطنين المقيمين بالهجرة تختلف كثيراً عن بعضها من حيث الأولويات ونمط التنظيم والعمل الإداريين. هكذا، ستشكل المشاركة السياسية، والأجهزة الاستشارية، والسياسات العمومية مواضيع تتمحور حولها العروض والنقاشات التي ستعرفها هذه الندوة. ومن المؤمل أن يسمح نقاش التجارب القائمة، أو التي تحضر لها مختلف البلدان، برصد أفضل الممارسات، مع الأخذ بعين الاعتبار خاصيات مختلف الاختيارات الوطنية. وعلاوة على ذلك، سيناقش المشاركون في الندوة أشكال التعاون والشراكة وتتبع نتائجها، خاصة منها ما يتعلق بتنظيم لقاءات دورية من هذا النوع. وللتذكير، فإن الظهير الملكي المتعلق بإحداث مجلس الجالية المغربية بالخارج خول لها، ضمن مهامها، بلورة رأي استشاري حول التشكيلة المقبلة للمجلس، وإبداء رأي ثان في أشكال المشاركة السياسية للمهاجرين المغاربة. كما تجدر الإشارة الى أن هذه الندوة ستكشل بداية لنقاش عمومي واسع وتشاركي يعتزم مجلس الجالية المغربية بالخارج فتحه بالمغرب ووسط الجاليات المغربية بالخارج.