أبرزت وزارة الخارجية الأمريكية، أخيرا، التقدم الذي حققه المغرب في مجال مكافحة المخدرات مؤكدة أنه يعزى إلى جهود الحكومة المغربية التي بلورت استراتيجية شاملة تتمحور حول تطبيق القانون والتعاون الدولي ومواصلة التنمية الاقتصادية في منطقة الشمال. وأشار مكتب «انترناشنال ناكروتيك أند لاو إنفورسمنت أفيرز»التابع للخارجية الأمريكية في «تقرير2009 حول الاستراتيجية الوطنية لمراقبة المخدرات» إلى أن إنتاج القنب الهندي وزيت القنب الهندي تراجع خلال سنة 2008 بشكل ملموس. واستند التقرير في هذا الصدد إلى تقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات سنة 2008 ، أكد أن المغرب نادرا ما يذكر ك «مصدر» لزيت القنب الهندي الذي يتم الكشف عنه في الأسواق. واستند التقرير، الذي استعرض المجهودات المبذولة من طرف المغرب في مكافحة تجارة المخدرات والاستهلاك المتزايد للمخدرات الصلبة، وخصوصا الكوكايين، إلى الحكومة المغربية في تأكيدها أن تجار المخدرات من أمريكا الجنوبية يستعملون المغرب كبلد عبور للكوكايين الموجه نحو أوروبا. وذكر بأن استراتيجية المغرب في مجال مكافحة المخدرات تقوم على أربعة ركائز تتمثل في المنع، الاستئصال، التعاون الدولي وتقليص الطلب، مسجلا أن المغرب يتعاون مع المكتب الأممي ومع الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات والجهاز الدولي لمراقبة المخدرات. وأفادت الوثيقة أن المغرب حدد هدفا له تقليص زراعة القنب الهندي ب12 ألف هكتار إلى غاية2012 ، وإن تحقق هذا الهدف، سيكون المغرب قد نجح في تقليص هذه الزراعة ب91 في المائة منذ2003 . وتوقف التقرير الذي نشر قائمة المخدرات المحجوزة منذ 2004 عند نشر11 ألف عنصر أمن في مرتفعات الريف والمناطق الساحلية شمال المملكة،يعهد إليهم بالسهر على تطبيق القانون ومنع تجارة المخدرات. وأشار التقرير إلى أن المغرب استعان بالبحرية الملكية التي تقوم بدوريات بحرا، وعبر مروحيات وطائرات وسفن سريعة وأجهزة سكانير متنقلة بأشعة إكس وتجهيزات تعمل بموجات فوق صوتية وأقمار اصطناعية، مؤكدا أن جهاز السكانير بأشعة إكس أبان، بوجه خاص، عن فعاليته حيث مكن من حجز كمية قياسية تقدر ب11 طنا من زيت القنب الهندي بطنجة في شهر أبريل2008 . وأضاف التقرير أن الحكومة المغربية اقتنت مؤخرا جهازا مماثلا جديدا تم وضعه بميناء الناظور. وأبرز التقرير أنه خلال2008 ، قامت السلطات المغربية بتوقيف28 ألف و896 شخص لهم علاقة بتهريب المخدرات من بينهم حوالي1200 من جنسيات مختلفة ، خصوصا أوروبية, وجهت لهم تهمة تهريب المخدرات على المستوى الدولي، فضلا عن توقيف مهربين قادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بمطار الدارالبيضاء. وذكر من جهة أخرى بالتعاون القائم بين المغرب والولايات المتحدة من خلال «يو إيس دراغ إنفورسمنت أدمينيسترايشن»، مؤكدا بهذا الصدد أن الحكومة الأمريكية بصدد العمل من أجل منح المغرب آلية للتواصل تعتمد على الأنترنيت، بما يمكنه من تبادل المعلومات مع دول المنطقة ومع بلدان أمريكا الجنوبية.