اختتمت الليلة فعاليات الدورة ال 15 من مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة بتتويج الفيلم البوركينابي" الوطن بايري" لمخرجه بيير ياميكو بجائزة اوصمان صيمبان، وهي الجائزة الكبرى للمهرجان. وعادت جائزة لجنة التحكيم خلال هذا المهرجان الذي أقيم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، للفيلم الرواندي"مادة رمادية" لمخرجه كيفو روهوراهوزا، فيما عادت جائزة السيناريو للفيلم المغربي"الأندلس مونامور" لمخرجه محمد نظيف. أما جائزة أحسن أول دور نسائي فنالته كل من الممثلة شايلة ميرا وكيمارا موراس عن فيلمهما" كل شي بخير" لتوماس باسكوال من انغولا، فيما آلت جائزة أول دور رجالي للممثل سول وليامس لتألقه في فيلم"اليوم" لمخرجه خالد يوسف من السنغال. وعادت جائزة ثاني أحسن دور رجالي ليونس بيرو لتألقه في فيلم" قلادة مكاكو" لهنري جزيف كومبا من الغابون، كما نوهت لجنة التحكيم بالممثل فيان شعري عن دوره في فيلم"ديما براندو" للمخرج التونسي رضا باهي. أما جائزة ثاني أحسن دور نسائي ففازت بها الممثلة مارين لونغونج عن دورها الجميل في فيلم"فيفا ريفا" من الكونغو الديمقراطية. وفي كلمة خلال اختتام الدورة التي نشطتها الفنانة حنان الفاضلي أكد محمد الدهان رئيس لجنة التحكيم على جودة تنظيم الدورة، فضلا عن جودة وقيمة الفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، وبمختلف الأنشطة والفقرات التي أشهدتها الدورة التي كانت قد بدأت منذ الثلاثين من الشهر الماضي. كما شدد في اختتام الدورة التي استحضرت روح المخرج السينغالي موس ضيوف الذي توفي مؤخرا، شدد على المستوى الجيد الذي اضطلعت عليها الأفلام المشاركة، والمواضيع التي عالجتها، وطبيعتها السياسية والاجتماعية والثقافية، فضلا عن بعدها الكوني والإنساني والعالمي. وشهدت افتتاح الدورة الذي عرفت تقديم عرض كاليغرافي لفرقة التواصل والمسرح من مدينة وادي زم تجسد الرقصات الاافريقية بأريج السفانا، حفل تكريم الفنانة المغربية منى فتو. وقالت فتو في كلمة بالمناسبة، أنها تشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الالتفاتة التي اعتبرتها تكليفا أكثر منها منها تشريف، واعدة بمزيد من العطاء حتى تكون في مستوى تطلعات الجمهور، وفي مستوى حب الجمهور الذي لا يوازيه إلا حب هذا الوطن الجميل. وكانت الدورة قد انطلقت على إيقاع تكريم وجهين سينمائيين إفريقيين متميزين منحا للسينما في القارة السمراء أفقا حالما، وصورة سينمائية تستحق أن تشاهد وتعاش. ويتعلق الأمر، بكل من المخرج والمنتج السينمائي الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، الذي راكم تجارب وانتاجات سينمائية تشهد له عليها فيلموغرافيته المتنوعة، ثم المخرج والمنتج والسيناريست الافواري زوجيي كنوان مبالا الذي نال العديد من الجوائز الدولية المهمة. وأكدت ان هذا الاحتفاء بتجربتها الفينة، التي قدم في حقها الإعلامي عمر سلم شهادة قيمة احتفاء بكل الممثلين والممثلات المغاربة، وتكريم لمسيرتهم الفنية المتميزة. وشارك في هذا المهرجان الذي أقيم بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وبدعم من المركز السينمائي المغربي ومجلس جهة الشاوية ورديغة والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي الجماعي لمدينة خريبكة والمركز التجاري مرجان، والسلطات المحلية 12 فيلما تمثل 16 دولة، ذات عمق إفريقي وبعد إنساني وتاريخي للتنافس على جوائز المهرجان. وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، الناقد السينمائي المغربي محمد الدهان، وتضم في عضويتها اسماء كبيرة على الصعيدين الوطني والدولي، وهي اوزانج سلوكي من فرنسا، ونوفيسة السباعي من المغرب، وليلى واز من تونس، فضلا عن سيديكي باكابا من ساحل العاج، وسوما ارديوما من بوركيفاصو، وجيرار ايسومبا من الكاميرون. وشهدت الدورة التي حضترها وجوه سينمائية مغربية كثيرة، منها محمد خيي وعبد الحق الزروالي، والفاضلي، وحسن بنجلون، ومحمد بسطاوي، وماجدولين الإدريسي وغيرهم، فقرات خصبة، من أبرزها عقد ندوة دولية حول موضوع"آفاق السينما بإفريقيا"، فضلا عن تنظيم معرض فني من توقيع الفنان والخطاط حميد الخربوشي، وإصدار نشرة يومية، والعديد من الأنشطة الخصبة الموازية.