بمناسبة اليوم العالمي للشعر، نظم مركز التوثيق والإعلام التابع للثانوية الإعدادية سوس العالِمة بأكادير أمسية شعرية يوم الجمعة 30 مارس 2012، عرفت مشاركة الشاعرتين أمينة إقيس وآسيا الحياني والشاعر رشيد أوترحوت. كما استمتع الجمهور بقصائد أمازيغية للشاعرين علي شوهاد ومحمد واكَرار. وتخللت تلك القراءات مشاركات تلميذات المؤسسة بنصوص شعرية لكل من: شيماء أبو حفص وسلمى الشخصي وجيهان بلكاهية وغزلان ملوكي وكريمة قضوي وفاطمة الزهراء ليسيكي وزينب ليسيكي. وجدير بالذكر أن هذه المبادرة الاحتفالية، التي حضرها الناقد د. عبد السلام الفازازي، أتت بعد سلسلة من الاحتفالات باليوم العالمي للشعر عرفتها بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة، كان من أهمها اللقاء المنظم في بحر الأسبوع المنصرم برحاب ثانوية لالاّ مريم التي استضافت أحد مؤسسي القصيدة الحديثة بالمغرب الشاعر إدريس الملياني. وعلى مدار ساعتين تعاقب على منصة الإلقاء الشاعرات والشعراء، فألقت آسيا الحياني قصيدتين الأولى بعنوان: "رقص" والثانية تحمل عنوان: "من شرفة الضوء". و"لأن الكلمات ليست بالوضوح اللازم حسب آسيا [فهي] تغرينا بالشعر". الشعر يقاوم نثر الحياة، ويعطي للأشياء وهجها، ويبعث الحياة في الأمكنة، كما نستشعر وهي تجول بنا في دروبات فاس ومعالمها. أما قصائد أمينة إقيس فترجُّك رجّا بنبرتها الوجودية الأسيانة، كما يمكن للمرء أن يتبين من قصيدتها: "هدير امرأة": "حين رأيتكِ تمتزجين والعابرين قلتُ من أين لها كل هذا الغدير من المحبة وهي من تتأبط جراح الصدر وتكابر بلا سند قراصنة المشاعر، وهم من أغرقوا الحب في لغم الابتذال والترف. سرقتني أقدامك وسرت فوجدتني على أعلى تلة بين ضلوعك أرنو لمشهد السخرية وهو يلبس العالم. كانت أرضك تفوح بعبق عرق وردي الملامح أسأت الظن حين قلت إن العرق له رائحة العوز. من يعرفك لا ظنون تكسوه ولا سوء من يعرفك يتوق ينسى بشاعة الأمس ويحضن الشروق". بعدها قرأ الشاعر رشيد أوترحوت قصيدة نثرية يجللها السرد وتقنيات الإخراج السينماتوغرافي والمسرحي، حملت عنوان: "حقيبة العدم، مسودات الغبار"، ومنها نقتطف: "فضاء خارجي: العتمة ناصعة كنهار بهيم..حقول من وجع وغبار وخطى متعبة تعبر أديما بشقوق بارزة..نخلة عارية في قلب عراء مطلق وكرسي قديم تستلقي فيه أكوام أحلام مبللة..ثمة رجل وامرأة..وتفاصيل صغير.. فضاء داخلي: إنارة خافتة تكشف بالكاد عن بقايا..حياة قبو أسفل عمارة طرية..جثة جرو ومواء شبق لقطط غير مرئية..بقايا إسمنت بارد وركام رمل مبعثر أمام بوابة حديدية داكنة..غيمة سوداء تحكي نكتا ماجنة نكاية في الطبيعة والناس..صوت محرك وشجار نسوة وهواء ركيك..". وبطريقته الشيقة في الإلقاء، قرأ الشاعر الحداثي محمد واكرار قصائد من ديوانه الجديد "الحْبيبة". وفي ما يلي مقتطف من نص شعري أمازيغي له: "أور داري أور كَيغ أور أكّْ إميل راد إليغ إسكا تنّا تودرت إتاكَات: هام أما تيكَمّي نم سّيليغ أولك داد أُفيغ ييري يّي أوضار أد أفوضغ إشّا أزلّوكَ ف أد ميارن إمدي نّ مارور غ إدير نس أور داري، أور كَيغ أور أكَْ إميل راد أسيغ توكَّا أوزنبو ف تودرت أد أور داري، أور كَيغ". ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الأعمال الإبداعية لهذه الأمسية الشعرية تم إهداؤها للشاعرة نادية قاسمي التي أقعدها المرض عن المشاركة.