تحدت أمريكا تحت قيادة بوشها الأعمى كل قوى العالم وكل القوانين الدولية وامتطت ذرائع واهية لا يصدقها العقل السليم لتهد بلدا عربيا عريقا بعد سنوات من الحصار الخانق. وقادت زعيمها إلى حبل المشنقة لتعدمه في يوم عيد المسلمين لأنه تحدى أمريكا.. نرى اليوم ذات الغطرسة وذات الأسلوب تنهجه طفلتها المدللة، إسرائيل، اتجاه غزة وأمام مرأى العالم. بعد شهور من الحصار والتجويع وخنق الحياة في شرايين ساكنة غزة العزة البررة أقدمت في عيد ميلاد المسيح ونحن نستعد للاحتفال بحلول السنة الهجرية لتبيدهم أمام مرأى أعيننا لتستفزنا وتستفز كل خلية حية في ذواتنا كأنها تقول: هيا أروني ماذا ستفعلون أيها المشلولون.. ظللت وقتا مشدوهة متحجرة أمام شاشة التلفاز أتعقب بشاعة المجازر في غزة الباسلة وأنصت إلى أصوات الاستغاثة التي تشق الصدور قبل الآذان وأخرى منددة بالعدوان في كل مكان أتساءل عما يمكن أن يفعله عاجز مشلول متحجر مثلي على الكرسي غير تجرع المزيد من المآسي والألم؟... فجأة، شق نفسي هدوء عابر حينما رأيت القضية الفلسطينية تفترش شوارع العالم بعدما كانت مدفونة كأنها قدر كتب على الفلسطينيين أن يتحملوه وحدهم ويئنوا بصمت ويموتون في صمت بآلة الموت الصهيونية... وتملكتني رغبة ملحة في أن أهز كل إنسان على وجه الأرض وأصدح في أذنه بذات الصوت المتفجر في أعماقي: لا للتواطؤ مع الصهيون.. وأن أحث كل واحد ليسعى حسب جهده ومن موقعه على أن يثير الصهيون ليفيض علينا بمزيد من شراسته وهمجيته.. فكل وقفة أو فعل يذكي شراسة العدو الصهيوني ويساهم في كشف حقيقته ونواياه وأهدافه هي نصرة للعرب وللفلسطينيين البررة. فهل من فعل أو قول أو تحليل للأوضاع أقدر على كشف حقيقة اسرائيل ومراميها مثل ما تكشف عليها الآن بمجازرها الوحشية؟؟.. لندعها تقدم نفسها للأجيال وتعرفهم من تكون اسرائيل.. وعليه، كعاجزين مشلولين أضيف: لندع اسرائيل تفتح مع حلول السنة الجديدة فتحا جديدا لها في سجل تاريخها الأسود.. فلتدمر ولتقتل ولتملأ قلوبنا وقلوب حتى من هم تحت لوائها بالمزيد من الكراهية والعدوانية. ولتشهد عليها الأجيال والأجيال من تكون اسرائيل غير تلك النبتة الشوكية التي زرعت في أرض السلام والمحبة والبركة.. ولتشهد عليها الأجيال بأن لا هدنة ولا سلام إلا بكسر شوكتها أو استئصالها من أرض المسلمين... ولنتركها للأيام تعلمها بأن العنف لن يولد في الجسد العربي خاصة والإنسان عامة غير عنف أشد حتى النصر. ولنتركها للأيام تعلمها بأن الأجيال تباد وأخرى تولد إلا لتقول لإسرائيل ولأمها أمريكا ولمخططاتهما: لا وألف لا.. فمزيدا من النضال ومن الصمود والتحدي أيها الفلسطيني الممجد.. فكل صمود أمام الجبابرة ضربة تزعزع صرح آمالهم وتهد مخططهم الرامي لتركيع العربي بالقوة وأن قمة الخسارة قد تحل بشعبنا الفلسطيني العربي الأبي الصامد لا قدر الله هو أن يحني رأسه لهم تحت ضغط جبروتهم أو يسمح لهم ببلوغ هدفهم وتحقيق مراميهم الدنيئة..فهل من شيء يغضب الجلاد مثل صمود مجلوده وصبره؟؟. وكمسلمة تؤمن بالأقدار أقول أن الموت قدرنا في نهاية المطاف فما أروع وأعظم أن نموت شهداء ومناضلين في سبيل نصرة الحق بدل أن نموت كل يوم متحرقين بنار العجز والخذلان. أكاليل من الورود أضعها على رأس كل أم وأب استشهد أو أنجب شهيدا أو شهيدة.. فهل من عزة وشرف يبتغيه المسلم أكبر من أن يموت شهيدا؟؟ فبوركت يا فلسطين يا أرض الشهداء. وباقات من الورود أهديها بمناسبة السنة الجديدة، التي أرادت اسرائيل أن تجعلها سنة الدم والهلع، إلى كل إنسان على وجه الأرض ناصر وتضامن مع إخواننا في غزة وقال كلمة حق فيما يسمع ويرى.. لندع جبروتهم يتغلغل في ذواتنا.. لندعهم يفرحون إلى حين بانتصاراتهم ويحتفلون بأعيادهم ويستقبلون سنواتهم الجديدة بالمزيد من الضحايا التي أضافتها مجازرهم إلى كناش تاريخهم فما علمنا التاريخ غير نصرة الحق.. وليكتبوا تاريخهم بالقتل والتقتيل ونكتب تاريخنا بالدم والصمود والأيام كفيلة بالفرز أي التاريخين أحق بالتخليد والتمجيد................