استطاع مالك "المساء" المخرج السينمائي محمد العسلي ليلة أمس الثلاثاء أن يجمع في المركب السينمائي "ميكاراما" بالدارالبيضاء قادة من الجناح الراديكالي ل"العدالة والتنمية" بالإضافة إلى "العدل والإحسان". هؤلاء بالإضافة إلى مدراء عدة صحف حضروا لمتابعة فيلم "أياد خشنة" بإحدى قاعات المركب السينمائي. من بين الحاضرين لهذا العرض المقرئ الإدريسي أبو زيد أحد أكثر الوجوه محاربة للحريات الفردية ولحرية المبدع. هذا القيادي في حزب العدالة والتنمية، سبق أن نظم وقفة ضد الفكاهي الفرنسي رولان جيرا قبل سنوات بناء على معلومات خاطئة، اختلط عليه الأمر واعتقد أن هذا الفنان مساند للصهيونية ولم يكلف نفسه عناء البحث وحاول عرقلة عرض فني، كما أنه هاجم مهرجان مراكش الأخير وعدد من المهرجانات. كان رفقة عائلته الصغيرة لمتابعة فيلم صديقه محمد العسلي المعروف هو الآخر بمهاجمته لأفلام زملائه في الفن السابع، كما فعل مع "ماروك" لليلى المراكشي.
العرض السينمائي للفيلم خرج ابتداء من يوم أمس الأربعاء إلى القاعات السينمائية، وأعجب بعض المحافظين الذين اعتبروه، كما صرح أحدهم ل"كود" يعكس شخصية العسلي، أو بالأحرى المشروع المجتمعي الذي انخرط في الدفاع عنه العسلي والحركات الإسلامية وإن اختلفت فيما بينها. فيلم دون مستوى فيلمه السابق الرائع "فوق الدارالبيضاء الملائكة لا تحلق". نقل المخرج العسلي أفكاره "البلدية" (بضم اللام) عن المجتمع المغربي: فهناك الفقراء الذين يتضامنون فيما بينهم وهناك الأغنياء مصاصو الدماء. كليشيهات قدمت بطريقة تقريرية كما حدث في مشهد المعلم الحلاق (محمد البسطاوي) وأحد الأغنياء المرضى. التقريرية والمباشرة طغت على فيلم فيه كثير من الحشو وكان يمكن أن يكون فيلما تلفزيونيا متوسطا. ما بشرت به صحف محافظة حول بداية سينما "مغربية" لأنه فيلم "محافظ" مثير للاستغراب والسخرية، ففي السينما لا وجود للصفة، فإما أن يكون الفيلم سينمائيا أو لا يكون، وفيلم "أيادي خشنة" افتقر إلى الجانب السينمائي.