في الطريقِ الطويل الممتد خللَ الوديانِ والتلال، تلك المتثائبةِ وهي تمسحُ عن وجهها طلّ الصباح تلك المكتسية خضرةَ الحقولِ النضرةِ حيناً أو قتامة الشجيراتِ وهي تقفُ بثباتٍ كالأسوار، أو تتراصّ كغابةٍ تخشى ذيوعَ أسرارها.. في الطريقِ الطويل؛ تذكرتُ امرأةً هنديةً أطلّتْ ذاتَ ذهولٍ من طياتِ النسيان، بل الكتمانِ، .. بل الانتظارِ الطويل قلتُ: سأغني لكِ يا ضيفتي مواويلَ عن الذي له في بلاده أحباب! عن الغريبِ يحلمُ بإياب.. عن الحياةِ لا تنفكّ تذيقني ألواناً من الدهشةِ والحسرة.. ضحكتْ بوجل، قالت: سامح خفري فلابد من حذر امرأة تجوب الوديان بأعشابها الدبقة فمن خللها، حدّثتني جدتي، سيظهر ذئبُ البوادي* يبكي وحدتَهُ الأبدية يطلّ من صفحاتِ هيرمان هيسة العتيقة! قلت: أتخشينه؟ إذن أرجوكِ اخدعيني، أو اكذبي عليّ! فطمأنينةُ الخداعِ أهونُ من مكابدةِ اللهفةِ المستحيلة..