ارتطمت السيارة بعمود كهربائي فتهشمت كأن لم تكن يوما ما فخمة.تكسر الزجاج. تعجن الحديد ورغم هذا الدمار المادي الملحق بالسيارة فقد نجا السائق الذي يسوقها لوحده.ترنح في مشيته مبتعدا عن المكان.لم يكن أحد بجانبه إذ الخلاء منتشر في البقاع.كان يمشي خطوات ويسقط. فالهول أذهله وأدخله في كابوس مفزع..استمر في هوله دقائق حتى وصل إلى تجمع سكني صغير.دق باب إحدى المنازل فخرج سكانها مذعورين إذ كان الدق عنيفا وعشوائيا.عندما رأوه سألوه : -من أنت؟ومن أين أتيت؟ تحدث بالفرنسية: Oh, mon dieu, sauvez moi لا أحد من أفراد العائلة يعرف الفرنسية.طلبوا جارا لهم قريبا أن يأتي إليهم.فهو الوحيد في التجمع الذي يعرف الفرنسية.سأله الجار زكريا: -من أنت؟ ومن أين أتيت؟ -اسمي جورج أتيت من بلجيكا -وماذا تريد أن نصنع لك؟ -أريد أن تستضيفوني إلى الغد -لماذا؟ماذا جرى لك؟أرى دماء في يدك اليمنى -لقد ارتطمت سيارتي الرباعية الدفع بعمود كهربائي وأصبت في يدي ورأسي.هربت من الصدمة وخفت أن تنفجر السيارة. أين أنا.؟ -أنت بقرية كذ ا ومرحبا بك عندنا. أخذه زكريا بمعاونة بعضهم إلى منزله.ادخله إلى حمام بسيط.غسل جروحه والبسه لباسا آخر.انتشر خبر جورج بين كل الأهالي بسرعة البرق.نظرا لأن الرجل أجنبي.واشتباها في أمره,اتصل عبد الستار بالدرك الملكي. وسرعان ماأتت سيارة الدرك مباشرة إلى منزل زكريا وقد خرج الأهالي عندما سمعوا صوت السيارة المتميز.طرقوا باب زكريا .ففتح الأخير الباب وخرج. -نريد أن نرى البلجيكي الذي عندك -تفضل سيدي.هو ذا في بيت الضيوف. دخل رجال الدرك فرأوه ملتحفا ببطانية قطنية.فبادره أحدهم بالفرنسية -لاتخف.قل لنا اسمك وبلدك وسرك -اسمي جورج من بلجيكا.صدمت سيارتي بأحد الأعمدة قرب الطريق الرئيسي.جئت إلى هنا لطلب النجدة.أنا مهندس. جئت سائحا .كنت أنوي الذهاب إلى مدينة الصويرة الساحلية لقضاء بعض الأيام. -هاتي جواز سفرك وبطاقتك الوطنية -تفضلوا -نعم.هيا معنا إلى مكان الارتطام لبس جورج لباسه وحذاءه وسار بهدوء مع الدركيين.ركبوا السيارة واتجهوا صوب الطريق وبعد دقائق وصلوا إلى المكان.كانت سيارة البلجيكي متهشمة تماما.الزجاج متناثر هنا وهناك.والسقف راتق بالكراسي والمحرك تعطل بالكلية.اتصل الدركيون بالهاتف.بعد مدة حضرت سيارة الإسعاف.حددوا مكانا وقاموا بإجراءاتهم وتم حمل جورج في سيارة الإسعاف الى المستشفى الإقليمي.أعلن الكشف الطبي أن جورج لم يصب بكسور في عظامه فقط بعض الخدوش البسيطة.تسلم كل بطائقه .بعد أيام استراحة لابد منها.انطلق جورج في حافلة ركاب إلى وجهته التي جاء من أجلها.انطلق وصور الدمار مازالت منطبعة في ذهنه لا تفارقه. وصل إلى مدينة الصويرة .حجز غرفة في فندق مناسب.استمتع بشواطئ الصويرة الجميلة برمال النضار على المحيط الأطلسي.وبقي هناك أياما بين أسوارها وحفلاتها.