- إن هؤلاء قد ضاع الإنسان الدمث الذي بدواخلهم، سيسلقونك بردود تسقط الجنين من رحم أمه، مهما تعلقت عيناك الدعجاوان بجيوبهم الدافئة فلن يسمعوك، أجل لن يرحموك، أحاسيسك وأنت تقبع جاثيا على ركبتيك ستظل مترعة بصنوف الضآلة .. الدهشة من العالم السريع لن تتوقف حتى يتماثل هذا الأخطبوط القاسي للشفاء، لن ينفعهم حماسك الشديد في الهتاف وترديد ما تريد وما لا تريد من كلام، هل من رجل رشيد يا ترى يفهم أن لك حقوقا وآلاما تصطرخ في صدرك كالمرجل؟ لا يزال ركب الاستياء يتوافد على عقلك الذي لحستُه منذ جئتَ من العدم، ستظل هذه الشمس الملتهبة تجلدك بلا رحمة .. طوابير الواقفين هاهنا تجدد الولاء والبيعة لأرصدتها، إنهم غارقون في آفاق لن يتسنى لك أن تراها، وأنتَ على الرصيف غارق في مطّ شفتيك العجوزتين المتعبتين، ومدّ يدك اليائسة في الفراغ .. ستتعب قلت لك سيتراكم يأسك .. وفي يوم من الأيام ستتسلق جسدك النحيف جيوش عرمرمة من النمل .. هكذا قال له الفقر وهو يربّت على كتفيه المتعبتين بالكيس وسياط الظهيرة..