صدر عن دار"أرابيسك للنشر والتوزيع" بمصر، وبرسم سنة 2011، عمل روائي جديد للروائية والشاعرة والقاصة المغربية زوليخا موساوي الأخضري. والعمل الروائي الجديد موسوم ب"طارينخير" كعنوان أساس، فيما عضده عنوان فرعي "بين الضوء والسراب". ويعد هذا الإصدار الجديد الثالث في رصيد المبدعة زوليخا موساوي الأخضري بعد "الحب في زمن الشظايا" (رواية _2006)، و"أبابيل الصمت" (ديوان شعر _2008)، وفي الطريق إلى النشر رواية جديدة بعنوان "حدائق كافكا". وتكشف أعمال الروائية هاته عن قدرة مكينة في الاشتغال على اللغة بناءاً على خبرة وافرة بخزان مفرداتها، وثراء دلالات اللفظ فيها، وجمال الجملة التعبيرية. وينضاف إلى النفس السردي لدى المبدعة وقوته الباذخة في التقاط التفاصيل وتوظيفها ضمن لغة شعرية بلاغية ومكثفة، ومعمار لحكي قائم على أركان وأساسات من قص وحوار واستعمالات متعددة في طرائق الكتابة.. ينضاف إلى كل هذا الرصيد لدى الروائية زوليخا موساوي الأخضري ما اجترحته من تجربة رحيبة في الحياة، بلذاذاتها وقساواتها، العنيفة أحياناً، ولا سيما في خضم النضال من أجل الديموقراطية والمساواة.. مما حقق في رواية "طارينخير بين الضوء والسراب" أبعاداً جمالية وفكرية تترجمها أسئلة مؤرقة حول مآلات الإنسان في الزمن المعاصر. أوردت الرواية هذا المقطع: « إذاك قررت. قررت أن أبني لنا حكاية. كما يقرر رب أسرة أن يبني لأبنائه بيتا. سأؤثثه بكلام لم نقله، بموسيقى لم يكن لنا متسع من الوقت لنسمعها، بحديث نظرات افترقت قبل أن يشتعل وميضها وبصدفة أخطأت موقعها.« وإذا شأنا أن نلخص رواية "طارينخير بين الضوء والسراب"، تيمة وصوغاً، من وحي انشغالات الروائية زوليخا موساوي الأخضري، لقلنا إن الرواية تطرح أسئلة من قبيل: كيف ستكون الأرض بعد ألف سنة أخرى؟ هل يمكن للحب أن يعالج ما أفسده الإنسان؟ هل من أحد يطرح على نفسه هذا الطراز من الأسئلة فيما هو يتأمل الصخب والفوضى اللذين يعمان عالم اليوم ؟ هي أسئلة وقضايا أخرى تتناولها رواية "طارينخير بين الضوء والسراب" متوسلة في ذلك بتقنية حديثة وربما جديدة في الكتابة الروائية. تقنية يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي، فتتناسل الذوات السردية من بعضها في حكي غرائبي يشرئب ببصره عبر تخوم هذا الحاضر المتأزم إلى مستقبل غامض. هل من أمل في غد للإنسانية تتحقق فيه بعض الطمأنينة وقليل من السلام؟ جاء في الرواية: «ألا ندرك أن وجودنا في حد ذاته في هذا العالم الموبوء سبب كافي لتعاستنا؟ ألا تدرك أن الحب مستحيل في بلاد أغلقت كل منافذها دون أدنى ترنيمة ناي أو حتى زقزقة عصفور. يصرفون فعل حرّم إلى كل الأزمنة، يجتهدون في الفتاوى ويتحللون في اليقين. وفي نهاية الأمر، كل واحد بطريقته يئد ليلاه.«