أصبحت الورشات التكوينية المنفتحة على التلاميد والطلبة ورجال ونساء التعليم ثابتا من ثوابت البرنامج العام لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف ، وذلك بغية ترسيخ أساسيات الثقافة السينمائية في أوساط عينة من المدرسين والمتعلمين المغاربة المهووسين بالصورة وثقافتها . وهكذا ، واستمرارا للمجهود الذي قامت به الجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية برئاسة الناقد السينمائي أحمد فرتات بتنسيق مع أكاديمية الرباط الجهوية للتربية والتكوين والإدارة الفنية لمهرجان الرباط في شخص الناقد السينمائي محمد باكريم ، احتضنت فضاءات المعهد الفرنسي بالرباط من الأحد 26 يونيو الى الجمعة فاتح يوليوز 2011 أربع ورشات تكوينية استفاد من أشغالها عدد لابأس به من التلاميد والطلبة والأساتدة . تمحورت الورشة الأولى ، التي أطرها جان بيير رونسان ، حول كتابة السيناريو للمبتدئين بدءا بالتفكير في السيناريو ثم تصميمه وبنائه مع إعطاء الشخصيات ما تحتاجه من حركة وحوار اعتمادا على الخيال والمنهجية والدقة . في حين أطرت مدام كلاديس مارسيانو الورشة الثانية حول كتابة السيناريو (الدرجة 2 ) كاستمرارية نوعية متطورة لأشغال الورشة التي أطرتها في السنة الماضية ، تم من خلالها التذكير بموضوع الكتابة الدرامية ثم متابعة خطوات عملية لكتابة مشاهد كاملة بحواراتها وما يرتبط بها من أجواء . أما الورشة الثالثة ، التي أطرها الباحثان الجامعيان الفرنسي ميشيل سيرسو والمغربي يوسف آيت همو ، فكان موضوعها التحليل الفيلمي من خلال دروس نظرية وتطبيقية غايتها تمكين المشاركين من مهارات قراءة وتحليل الفيلم السينمائي . وركزت الورشة الرابعة ، التي أطرها شاد شينوكا ، على موضوع إدارة الممثل مع تحديد أسس هذه الإدارة من خلال الإصغاء والعمل على المخيلة والعواطف والارتجال في مواجهة الكاميرا والبحث عن كل ما هو طبيعي . وتجدر الإشارة إلى أن أول فقرة من فقرات برنامج مهرجان الرباط الدولي السابع عشر لسينما المؤلف ، بعد حفل الإفتتاح الذي احتضنه المسرح الوطني محمد الخامس مساء الجمعة 24 يونيو ، كانت عبارة عن درس سينمائي ألقته السيدة دانييل سويسا ( عضوة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان ) صباح يوم السبت 25 يونيو بقاعة الفن السابع حول موضوع الإخراج في المسرح والسينما وأفعال الحركة . فمن خلال هذا الدرس قدمت هذه الكاتبة والمخرجة والمنتجة الفرنسية الأصل والمغربية المولد خلاصة تجربتها الطويلة في التعامل المكثف مع الممثلين في المسرح والسينما على امتداد 35 سنة . لقد كانت بداية عملها بفرنسا في عقد الخمسينيات وألقت دروسا في العديد من مدارس السينما عبر العالم وخصوصا بكندا . وكان عرضها عبارة عن فقرة من كتاب سيصدر لها قريبا بعنوان " سلطة فعل الحركة " حاولت أن تختزل فيها الطريقة التي تدرسها منذ 20 سنة وتشتغل بها في أعمالها المسرحية والسينمائية والتلفزيونية وتتعامل بها مع الممثلين كمخرجة وكاتبة سيناريو .