شهدت دار الثقافة بالداوديات بمراكش نهاية الأسبوع الفارط، تنظيم السهرة الفنية النهائية التي أقيمت في إطار مهرجان المواهب الشابة المتمدرسة للموسيقى والغناء في دورته الأولى. وتكللت سهرة المهرجان الذي نظمته جمعية الأطلس الكبير بتعاون مع نيابة وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وبدعم من الجامعة الحرة لمراكش، بتوزيع عدد من الجوائز على المتألقين في مجالات العزف والغناء والكورال. وكانت السهرة النهائية التي ترأسها رئيس جمعية الأطلس الكبير الدكتور محمد الكنديري، وشهدت إقبالا جماهيريا لافتا، محطة تتويج لسلسلة من الانتقاءات والتداريب التي عقدتها الجمعية مع مجموعة من تلاميذ المؤسسات التعليمية والطلبة الجامعيين، لاختيار الأفضل والجيد بحضور لجنة متخصصة، والتي اختارت ثمانية مشاركين في الغناء العربي، ومشاركين اثنين في الغناء الغربي وعازفين اثنين ومجموعتين موسيقيتين. وقد شارك في هذا الحفل الفني، فنانون آخرون، كالفنانة الفرنسية رومي دالا مورا والبروفي ريكاردو سواي، والفنان المغربي عبدو والفنانة الواعدة سلمى العلوي، كما تميزت بمشاركة الفنان الفكاهي عبد الرحمان أعابد الملقب ب" ايكو" الذي أمتع الحضور بفقرات كوميدية متميزة. وقد أعلنت اللجنة في النهاية عن نتائج الفانين المتألقين، الذين تسلموا جوائز قيمة تقديرا لأدائهم الجيد في مجال الغناء (العربي والغربي) والعزف والكورال. وعلى مستوى الغناء العربي، فازت وسيلة خيا من ثانوية جبران مناصفة مع زكرياء الأزلي من صلاح الدين الأيوبي، وحصلت أمال بورزة الطالبة الجامعية من كلية العلوم والتقنيات على المرتبة الثانية، في حين عادت المرتبة الثالثة للأميمة أبو الظفر من مدرسة أريحا مناصفة مع سكينة مويس من العودة السعدية. وفي مجال الغناء الغربي، حظيت الطالبة الجامعية من كلية العلوم والتقنيات سارة القباج بالمرتبة الأولى، في حين عادت المرتبة الثانية لمريم كنون من نفس الجامعة. أما على مستوى العزف، فقد عادت المرتبة الأولى لمجموعة الكندي الآتية من إعدادية الكندي بتسلطانت، والمرتبة الثانية لإكرام امحيندات من كلية العلوم والتقنيات. وعلى مستوى المجموعات الصوتية، فازت مجموعة كلية العلوم والتقنيات مناصفة مع فرقة طارق بن زياد بالمرتبة الأولى. وسبقت فعاليات المهرجان، عقد ندوة صحافية بالنادي الجامعي، ترأسها الكنديري وقدم فيها برنامج السهرة الختامية، فضلا عن عدد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية، والمكتسبات التي حققتها الجمعية خلال العام الجاري، ومن أبرزها تنظيم مهرجان " نبرات"، ومعرض صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وصور صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للاخديجة بمناسبة الذكرى الرابعة لميلاد سموها، وسهرة فنية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة واليوم العالمي للشعر، وغيرها. وأكد الكنديري أن الجمعية، نظمت أيضا الملتقى التراثي السادس حول الأغنية الوطنية، وأمسية فنية بالتعاون مع الرابطة الوطنية للشعر والموسيقى، ولقاء مفتوحا بقصر المؤتمرات تحت عنوان" محمد السادس الثورة الهادئة"، وذلك في إطار مشروع التعديل الدستوري الذي نص عليه صاحب الجلالة في خطابه السامي ليوم 9 مارس الماضي. كما كشف القناع بالمناسبة أن الجمعية أقامت عدة أنشطة أخرى، أبرزها تنظيم عرض فني كبير بمشاركة فرقة الفنون الشعبية الايطالية" كاسترو فيلاري" بساحة جامع الفنا في سادس يونيو الجاري، تضامنا مع ضحايا تفجيرات مقهى "اركانة" الشنيعة. وتروم فعاليات هذا المهرجان اكتشاف الطاقات الغنائية بصفة عامة والفنية بصفة خاصة، وتكوين وتأطير الشباب في الميدان الغنائي، والمساهمة في تهذيب الذوق الفني وملء الوقت الثالث للتلاميذ، وفتح الباب أمام الفنانين الشباب لإقامة مشاريع موسيقية وغنائية خاصة بهم. كما تسعى أيضا إلى خلق أواصر التعاون بين جهات المملكة، والانفتاح على المؤسسات كفضاءات تزخر بالطاقات الفنية والإبداعية والجمالية التي يجب اكتشافها ودعمها لتحقيق أحلامها في المستقبل.