الميلاد لخريفكَ طعمُ العامِ بكلّ فصوله، تُمطر، ترعد، تبرق، تطلقُ ريح الشّارع صيحتها والمدفأة المركونة تسلِّمُ أمرَ الدّفء تنامُ _ وتُغفلنا_ فيعمّر برد العالم كلّه عند فتاةٍ تخشى مولد طفل موعودٍ ستحدّثكَ الأيّامُ بما يجري "ولد الخوفِ المتكاثر والبرد المتسرّبِ من شُقق البابِ الخشبيّ، شقيق الوحدة والأوهامِ طريد التّيهِ خريفُك يزحف نحو الأصفر لا لون للّعنةِ تحْكيها، لشقائكَ شكلُ الماءِ وطعمُ الرّمل وأشياءٌ متكرّرة أبدَا.ويظل الرَّقمُ الخامسُ مفقوداً كالجرح على الآفاقِ متى تمضي "_ لكنّه رقم جاء نديّا كان حريّا بالتّطهير يؤجّلني الغدُ يحملُ أرقاما أخرى، فأنا ، أحببتُ التاسع والعشرين من الشهر الشّيخيّ الحلةِ_" في اليوم الخامس من أكتوبر كنت تطلُّ على الدُّنيا و حروف الجنّة كانتْ تبتدئ الفرحَ السّريّ و تأملُ في رجل ينأى كسراب في الصّحراء إذن ستجيء عجوزٌ في السّبعين يُقال لها " أمّ المنسيّ" فتمنحُكَ اسمكَ والحلم الأبديّ بأنّكَ يا إسماعيلُ السّباقُ إلى الجرح، المتسلّق نحو الحاء بلا مللٍ، حاء الحبِّ الأبديّ وحاء الحيرةِ واللُّقيا ولعلك تسمعُها تهذي "هذا ابن عليٍّ جاء حقيقتَه الكبرى بن عليٍّ جاء حقيقته العليا أنتخبتْهُه ليعشقَ حوريّات ثمّ يغادر نحو أمينة فضّتها ليُقيمَ فيُنشِد كلّ أناشيدِ التّعبِ الملقاةِ ويكتبها أيضا............................................................................................ في العام التاسع بعد السّبعين ابتدأ الاسماعيل يفتّشُ عن طفلٍ يترائي في الحلم يتكرّرُ، لا يتراءى في اليقضه . الطفل لشوَارعكَ الأولى لونٌ يتعمّقُ في الرّوحيّ لهذا ترقُدُ أجواءٌ منها في ركنٍ محميٍّ أبدَا، تتصاعدُ حتّى ترى وجعاً آنيا أو دربا يتمدّدُ كي يترصّدَ طفلاً في العشرين يمشي في غير مدينته الغيميّةِ مرتبكا وشوارعك المنسيّة تطفو أعلى الذّاكرة المصعوقةِ باليوميّ وبالغد كي تنتابكَ ردّةُ فعلٍ تسْلبُكَ الطّفلَ العشرينيَّ النّزق المتردّي تمنحُك الطّفل الأبديّ. أتذكُرُ كيف جلست صغيرا منتبها لضياع الأتراب الجوعى، هي أوقاتٌ سلكتك وغارتْ كي تستوطنَ عقلك يا اسماعيل المنسيُّ أتذكرني..! عادات الطّفل تقاومُ مأواها منتصفَ العمر المغمُورِ بفكرةِ سيّد أسرتهِ المُثلى وهنا لغةٌ أخرى لغةٌ أحلى فالطّفل النّائم داخل أنفاسِ الرّجل المبهُورِ يُعاود رحلتهُ الأولى.... طفلٌ يتأمل أبناء الحيِّ الشَّعبي علتْ أصواتُ الحربِ على أبناءِ الحيِّ الأقصى والطّفل انهالَ على الطّفلِ الأضعف وانتهتِ الحربُ اليوم ابتدأ التّفكير بلعبة يوم غدٍ.سيظلُّ أهمَّ خطُوطكَ خطُّ الطّفل إذا حفظ القصصَ المأمولةَ ثمّ مضى يتجاوزُ أطراف المأهول إلى قدرٍ بلوريٍّ ومعازفَ تشغلُ عينيه...!لكنّ العقل المتسائل يعلقُ كالقلب المتورّد بالأشهى والطّفل اليلمعُ داخل أفكارِ الرّجل المقهورِ يفكّرُ في وقت أبهى، يغادر خوفَهُ يخرج من حيّ الحرب الموبوء لكي يتمشّى، يلقى بنتا أمنيةً ويقص عليها كيفَ أقام مقاما للعصفور وكيف بكاهُ، تقصُّ عليهِ توجُّعَهَا في الغابرِ حين رأت وحشا يتأرجحُ بين الأرض وعنقود العنب الأصفرْ....! الشاعر يصحو الولدُ الرّمليُّ الوجهِ على عجلٍ يتحسّسّ قلبَه بطنَهُ رأسهُ لا يدري المأساةُ أم الملهاةُ أم الأرضُ انفصلت عن حرية أمسِ، يعاودُ قنصَ خطاياه المتصاعدةُ اكتشف الأنثى! هذه ليست قصة أنثى. يحاول أكثرَ يعرف أنّه جرّبها يتحسّسُّ أيضا ليست هذه شهوتُها. نزلت بك نازلة واهتزَّ كيانك وانتفضت إرجاؤك واتّقدت أشياؤكَ وانتبهت أوجاعك للآتي. ها الحرفُ تراجعََ شأنهُ يأسى اليوم عليكَ وتُلقى شدّةُ لفظٍ حولكَ ثمّ تردّد "شينُ الشَّوقِ وعينُ العمرِ وراءُ الرُّؤيا" ثمَّ تُعدّل "شوقٌ للرُّؤيا يتمدّدُ عبر العمرِ فلا يخبُو أبدا" والشّعرُ يمهّد لحظتَهُ القدسيّة بالإيلامِ...!وبالأوهامِ يمهّدُهَا والشّاعرُ يعرفُ لحظتَه الشّعريّة بالإيلامِ وبالأفراحِ يُعانقُها، والطّفلُ الرّمليُّ الوجهِ التقَطَ اللّحظاتِ جميعًا دونَ ذنوبٍ يعرفُها ومضى يا بن الغربيِّ إلى الرَّجُلِ المنفيّ_ يفكِّرُ في قلبٍ ويُفكّرُ في ارضٍ تتراجعُ سطوتُها وهنالك خلفَ حكايتهِ ابتدعَ الأقصى في قصتنا وشدا... "الشّعرُ أتاكَ إذن و أنا بالحبِّ اشرّعُ رحلتَنَا فالشّعرُ هو الأرضُ الأشهى جسدُ الأحلامِ إليكَ دنا والشّعرُ ربيعُ خطىً ورُؤَى ويقينًا يتلُو دهْشتنَا لا تخشَ النّصَّ أيا غرّا إن هزَّكَ رُوحًا أو بدَنَا في النّصِّ مكانٌ للعبثِ وفضاءٌ للقدسيِّ لنَا ولعلَّكَ باكٍ موعدنا لا شيءَ يُضاهي نشوتَناَ لا شيء يغامر في وجد كالنّصِّ يجوبُ دواخلنَا" الرجل يا اسماعيل تصدّقُ قولَكَ...! قد أتعبتَ هُداك وحكمتُك انقضتِ اليومَ اْنتبهِ الوقت المتبقي لا يتعهَّدُ هدأةَ أمسِ ولا احدٌ سيوجِّهُ وجهكَ وجهَتَهُ الأبهى، أتردّدُ كيفَ سنَفعلُ_ أنتَ وأنتَ_ تعدّدتَ اْلتقطِ الرَّملَ المتكاثر في فوضى الغد_ يا لك من اسماعيل اكترثتْ بك كلُّ الأحزانِ اْنتبهتْ لكَ كلُّ الأوجاعِ القصوى وغفوتَ رأيت الفضّة، فيما كنت ترى وكشفتَ حكايتكَ المرويّة لا المكتوبة_ يالكَ من شفهيّ_ بعد غياب ضمائركَ الكونيّة بعد ذيوع "أنا" وعلى مضضٍ..! تتكاشفُ وحدَكَ لا تدري أتُصيبُ إذا واصلتَ مكاشفةً؟ أتخيبُ إذا تتكوَّرُ حولَ حكايتكَ المنسيّة_ أن تتذكَّرَ لونَ حذاء الفَصل القادم يوم تكونُ كئيبَ العينِ، كسِيرَ الظّل وحيدَ الفِكرِ تمطّ خُطاك إلى الأرضِ الأخرى أترى! لا أنت العارفُ قدرتَها أ ترى! لا أنتَ المُبصرُ هوَّتهَا، سرًّا يا اسماعيلُ أتلقَى خوفكَ في السّر الأبديِّ فلا تشفى وتنَامُ فكيف فراشك ؟ كيفَ تُغادر بردَ فراشِك والخُطواتُ تحدّثُ أنّك تكبحُ رؤيا، صدقًا "يا ولدي كذبَ الأبُ لم تكنِ الرُّؤيا وتوجُّعُك اسمًا في الرأسِ المائيِّ إذا شئنا أتكونُ حروف الاسم سوى ما للأسبوعِ منْ حركاتٍ يا ولدي أتُرى نتقاطعُ في الحركات سأهمسُ في أذنيك مساءُ الحبِّ أتعرفُ لونَ الحبّ وشكل الحبّ وطعمَ الحبِّ وكلَّ الحبِّ؟ بلى فأنا الرَّجل المنفيّ_ أفكّرُ في قلبٍ_ وأفكّر في أرضٍ تترَاجَعُ سطوتُها أبدًا لا تسلُكني" العدم أقرأْتَ على العدمِ المرجُوِّ ولمْ تفهمْ... "ياربُّ اْنقُلنا نتعذّبُ في بيتٍ مأهولِ ليسَ بهِ الشهداءُ ولا الموتى حكموا الأحياءَ وخلّصناَ يا ربْ يا ربُّ نُريدُ بأن نستيقظَ لا نخشى جوعا وعراءً خلّصنا ياربْ" أترى...! الثّلجُ هو الأرضُ الابديّةُ والبردُ المتفوّقُ إحساسُ المتبقي من وقتٍ عدمٍ.عدمٌ والحلمُ تراجعَ لا أحدٌ يتقاسمُ شهوتهُ اْلمنقوصةَ والرّحلاتُ تغوصُ بعمقِ الخوفِ وليسَ هنالكَ من يتجلّى يعلو الأوجُهَ بردٌ تنسابُ الخطواتُ تغورُ إلى عدمٍ أرضيٍّ يعرفهُ العدمُ العلويُّ وبعْدَكَ يحكي معدومونَ عن الفوضى فوضى ودجلْ...!