بين المعاناة والألم ...وبين الرغبة والحرمان .. تظهر اللذة ...إنها صورة آخرى للجسد حاولت "غواية الجسد " تقديمها بشكل درامي لايخلو من عنصر التشويق ...وأحيانا الخيال . أحداث متشابكة قدمها الكاتب المغربي مصطفى الحمداوي في هذا العمل ذو اللغة البسيطة ، والتي قال عنها الكاتب والناقد المصري " ابراهيم حمزة " : لغة رشيقة خالصة من الثقل البلاغي والزخرفة الزائدة . الرواية قدمت من خلال أحداثها الشيقة والمثيرة أربعة أبطال يتأرجحون في الرواية بين الشر في شخصية : الحاج عبد السلام الطاغية المتغطرس والخير في شخصية ميمون والبراءة في شخصية حنان وشخصيات أخرى ...تتراقص مع أحداث هذه الراواية ،التي حاولت أن تلامس مجموعة من القضايا الإجتماعية بعيون الكاتب الخاصة لا تخلوا من عنصر الخيال .... أبطالها أناس يبحثون عن السعادة ...يبحثون عن اللذة .....يبحثون عن الحرية في مجتمع يطغى عليه جانب السيطرة والقمع والعبودية .... وقد كسرت في بعض فصولها حاجز الطابوا إنه طابوا الجنس لتضعه في صورته الحقيقية دون تزويق ص( 290 ) وهذا هو الجزء المهم في هذا العمل الأدبي الذي قام برفع الغطاء على هدا الجانب الذي تناولته الكثير من الأعمال الروائية لكن غواية الجسد تطرقت له بطريقة خاصة ، بطريقة تبين من خلالها لحظة الضعف الإنساني أمام تلك اللذة دون إغفال جانب آخر ،هو المثلية الجنسية التي ظهرت في هذا العمل بصورة محتشمة . إن غواية الجسد التي تقع في 324 ص من القطع المتوسط ليست إلا واحد من بين روايات أخرى قيد الطبع مثل : "حب تحت الثلج " "و كرونا " . ورغم أن الكاتب مصطفى الحمداوي ابن منطقة الدريوش الذي عاش في هولندا لمدة طويلة غير أن هدا العمل لم يتأثر بلغة المهجر بل القارئ لهذا العمل سيجد نفسه أمام عمل يصلح لتجسيده على واقع السينما المغربية . وعليه ، يمكننا أن نطرح تساؤلات وهي : إلى أي حد تستطيع الرواية المغربية أن تلامس الواقع بطريقة جريئة ؟ و إلى أي حد تستطيع الرواية المغربية أن ترقى بالمستوى الفكري للقارئ. وأن تقتحم عالم السينما والتمثيل .