أجلس أنا وعمر في قاعة فسيحة من مقهى الشمس والبحر في مرتيل. يلتقط المشرف على المقهى قناة الجزيرة+2 القطرية، يلتقط القناة.الشاشة صافية صفاء الملعب الأخضر. يدخل فريق الريال و البارصا. الملعب ممتلئ عن آخره بأنصار الفريقين، والمقهى كذلك. صاح أحمد، الناطق الرسمي بلسان أنصار ريال مدريد، موجها نعته الفادح إلى البرصاويين: -هاهم أسيادكم قد ظهروا، صفقوا لهم، أو فلتقوموا دقيقة صمت، ترحما على أرواحكم، هىء هىء هىء ههه هاهاهاها هههه تعالت الهمهمات الضحكات داخل المقهى قبل أن يرتد الصمت إليه من جديد. أحدهم لم ترقه عبارات أحمد القاسية. نهض وصاح مخاطبا الجميع: - أتينا لنتفرج ونتسلى، ومن ولدته أمه رجلا فليقل كلاما آخرعن البارصا. انتفض أحمد من كرسيه، منعه أصدقاؤه من الاندفاع. ترجاه أحدهم،فرضخ وسكت،و هو يهمهم، متابعا أطوار اللقاء. البارصا تهاجم والريال تصد وترد بالهجوم ، قبل أن يسجل مسي هدفا. فرح أنصار البارصا، وتوترت أعصاب مشجعي الريال. في غمرة ضعف الريال ونشوة هدف مسي، نسي أحمد وعيد المناصر الكاتالوني، وصاح : - إن سجلوها فأسبح يهوديا. علت القهقهات على أصوات المعلق عصام الشوالي.قال أحدهم مستغربا: - تصبح يهوديا يا أحمد. رد عليه: -نعم، يهودي أنا إن سجلوها. لم يعلق أحد بعد ذلك، فوجدها مناصر البارصا فرصته، واستدار نحو أحمد قائلا: - هه، اليهودي ، يقول إنه يهودي. وقف أحمد وصاح فيهم: -من هذا الذي يتكلم. وأجال بصره بين أنصار البارصا. قبضته مضمومة، وعيناه جاحظتان. من يتكلم؟من؟ وقف مناصر البارصا متحديا يواجهه: -أناهو -أنت -ماذا بك؟ لم يرقك هدف البارصا-راقني أم لم يرقني، ليس شأنك. -وأنت، ما شأنك بماأقول -ماذا تريد؟ -إذا لم تصمت سأفقىء عين أمك. -اندفع نحوه، ارتمى عليه، تباعد المتحلقون، شرع في تسديد اللكمات، تعالى الصياح تورمت عين مناصر البارصا، اندلف الدم من أنفه، وثمة خدش في وجه أحمد. سجل فريق البارصا أهدافا متتالية. وأعلن الحكم نهاية النزال.