تميز حفل اختتام الدورة الرابعة لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة ، الذي احتضنه مساء السبت 25 شتنبر 2010 فضاء هوليود الثقافي السينمائي الموجود بقلب حي كريمة الشعبي ، بتنوع وتناغم فقراته وحسن إخراجه وتألق منشطيه الإعلامية والممثلة المثقفة سناء الزعيم والإذاعي محمد عمورة . كانت الإنطلاقة بلوحة من التعبير الجسدي لفنانة شابة وفنان شاب قدما من سلوفانيا في أول عرض فني لهما بإفريقيا والعالم العربي ، مستلهم من " غادة الكاميليا " ، امتزج فيه الرقص التعبيري بموسيقى مصاحبة في تناغم جميل شد إليه الجمهور الحاضر الذي صفق بحرارة لهذين الفنانين الموهوبين . بعد ذلك جاءت فقرة التكريم الثانية لتسلط الضوء على وجهين نسائيين آخرين من وجوه السينما ، مع العلم أن فقرة التكريم الأولى التي احتضنها حفل الإفتتاح مساء الإثنين 20 شتنبر 2010 تم فيها الإحتفاء بالفرنسية جاكي بووي والمصرية سوسن بدر . يتعلق الأمر بالمنتجتين المغربية سعاد لمريقي والفرنسية ذات الجذور المغربية التي ازدادت وترعرعت بالدارالبيضاء بينيديكت بيلوك . قدم الممثل والوجه التلفزيوني المغربي المعروف إدريس العراقي شهادة صادقة في حقهما ، خصوصا وأن دخوله لمجال السينما والإشهار التلفزيوني كان بفضلهما ، وعرف بنضالهما السينمائي وتعاملهما الإنساني مع الممثلين والتقنيين السينمائيين المغاربة في الكثير من الأعمال التي صورت بالمغرب ، وبالخدمات الجليلة التي قدمتاها لثلة من السينمائيين الشباب وعلى رأسهم المتميز فوزي بن السعيدي ، من خلال شركتهما " آغورا فيلم " للإنتاج وتنفيد الإنتاج التي أسستاها سنة 1999 بعد تجربة لا يستهان بها لكل منهما في ميدان السينما والسمعي البصري . من جانبهما عبرت كل منهما عن سعادتها بهذا التكريم وشكرت المهرجان والمشرفين عليه ، كما شكرتا المركز السينمائي المغربي والممثلين والتقنيين الذين ساعدوهما في عملهما إذ ليس من السهل أن تكون المرأة منتجة سينمائية . وبمناسبة هذا التكريم سلمت لكل منهما شهدة سلا كتذكار من يدي وزير الإتصال السيد خالد الناصري ووزيرة الأسرة والتنمية الإجتماعية والتعاون السيدة نزهة الصقلي ، وأخدت لهم صور تذكارية من طرف وسائل الإعلام المختلفة . قبل المرور إلى فقرة الإعلان عن جوائز الدورة الرابعة عرض فيلم قصير يذكر باللحظات القوية لهذه الدورة ، وفي إخراج بديع صعدت عضوات لجنة التحكيم الست إلى المنصة وجلسن على كراسيهن وفي يدهن باقات من الورد أو بالونات بلاستيكية حمراء ، تحت تصفيقات الجمهور .أخدت رئيسة اللجنة ، الممثلة والروائية الفرنسية ماشا ميريل ، الكلمة وشكرت الذين أسسوا هذا المهرجان أو دعموه وأعطوه كل حظوظ النجاح ، وعبرت عن إعجاب كل العضوات بجودة الأفلام المتبارية وتنوع تيماتها ، الشيء الذي فرض عليهن مناقشتها بجدية لوقت طويل ، وتمنت أن تكون كل أفلام مسابقة الدورة القادمة من إخراج النساء فقط وذلك لأن السينما يمكنها أن تغير العالم ، والمرأة ، حسب قولها ، هي التي ستغير العالم لأن لديها أشياء كثيرة يمكنها أن تعبر عنها بقوة . وفي الأخير تمنت باسم اللجنة إحداث تنويهات خاصة إلى جانب الجوائز وذلك لأن الكثير من أفلام المسابقة تميزت بحضور رائع ولافت لممثلين أطفال وشباب كان أداؤهم قويا وصادقا خصوصا في الأفلام التالية : " الحلبة " الكندي و " فستان السهرة " الفرنسي و " بنت وولد " المصري و " حياة جديدة " الكوري الجنوبي و " الدار الكبيرة " المغربي و " أورلي " الألماني الفرنسي . بعد ذلك أعلنت كل عضوة من العضوات عن الفيلم الفائز بإحدى الجوائز الخمس ، وجاءت النتائج على الشكل التالي : جائزة أحسن دور نسائي فازت بها الممثلة الإيطالية باتريسيا جيراردي عن دورها في فيلم " الدمية الصغيرة " من إخراج تيزا كوفي و راينير فريمل ( 15 ألف درهم ) ، جائزة أحسن دور رجالي كانت من نصيب الممثل التركي كريط بورتكال عن دوره في فيلم " رجال فوق الجسر " من إخراج التركية أسلي أوزغي ( 15 ألف درهم ) ، جائزة السيناريو نالها مناصفة الفيلم الشيلي " الخادمة " من إخراج سيباستيان سيلفا و الفيلم الأرجانتيني " المتاهة " من إخراج ناتاليا سميرنوف ( 20 ألف درهم ) ، جائزة لجنة التحكيم حصل عليها الفيلم الفرنسي " فستان السهرة " من إخراج ميريام عزيزة ( 30 ألف درهم ) ، الجائزة الكبرى توج بها فيلم " حياة جديدة " من إخراج أوني لوكونط وهو إنتاج مشترك بين كوريا الجنوبية وفرنسا ( 50 ألف درهم ) . في نهاية هذا الحفل الختامي أعطيت الكلمة لمدير المهرجان السيد عبد اللطيف العصادي ليرحب بضيوف المهرجان ويشكر كل المدعمين والمشاركين في استمرارية وتطورهذه التظاهرة الفنية ويؤكد على نجاح المنظمين في اختياراتهم وتوفقهم في إنجاز البرنامج العام ، وتحقيق المهرجان منذ انطلاقه سنة 2004 إلى الآن للعديد من المكتسبات محليا ووطنيا ودوليا ، ويضرب لعشاق السينما موعدا مع الدورة الخمسة للمهرجان سنة 2011 التي ستتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرون لميلاد جمعية أبي رقراق ، الجهة المنظمة . بعد هذه الكلمة عرض فيلم الإختتام الفرنسي " ليس كل ما يلمع من ذهب " ( 2010 ) من إخراج جيرالدين ناكاش و هيرفي ميمران.