لماذا ياترى , احيل جنود فوج المشاة .. على التسريح .. بجرة قلم تاركين معاركهم في عهدة الرواة وعازفي المارشات ؟! حاملين يطغاتهم وملاعقهم وصحونهم متجهين بصمت صوب حظيرة الاشجار الرابضة في محطات تعبئة الوقود . ولماذا تهيكل الفوج .. متواريا كأصابع المختلسين .. بين اضابير وزارة الدفاع .. وكيف نمت القرون .. متصاعدة كالدخان تحت خوذة الاسكندر المقدوني ! وهل ان ردم الآبار سينهي المشكلة ؟! ياللفضيحة ... واين ذهبت صناديق الذخيرة ؟ هل حقا .. بيعت في مزايدة متفق عليها سلفا لنجار فطن استطاع تحويلها الى اقفاص محكمة لأراحة الطيور من فداحة الوقوف والثرثرة بلا جدوى فوق اسلاك اعمدة الكهرباء ! أوالمراهنة على صنع توابيت ضيقة جدا ورديئة تكفي لمن تبقى من الموتى وهم منشغلون بطهي الحصى في قدور الاعاشة بعد فراغهم من جلسات النميمة والمشاجرات الطفيفة وهم يحصون ما مضى من ايام الاسبوع بأصابع مقضومة من الندم ! ومن سوف يقنع الامهات ياترى ان الجنة لم تعد تحت اقدامهن خصوصا .. بعد عودة القطارات المحملة بارجل الجنود المبتورة الى عرينها .. خالية من التنهدات !