صدر أخيرا ضمن منشورات وزارة الثقافة 2010 سلسلة الكتاب الأول كتاب من النثر الشعري بعنوان أمواج الجنة للشاعر المغربي الدكتور محمد بازي، وهو يضم حوالي سبعين نصا ، اختار له مؤلفه أن ينظمه على شكل إبحارات: الإبحار الأول : مِثْلُ مَطرٍ خفيفٍ في ليلة ٍدافئةٍ ومقمرة. الإبحار الثاني:خيول الزبد. الإبحار الثالث: صدف النهايات. وكل إبحار يتضمن إحدى وعشرين موجة (نصا). وبعد هذه الإبحارات المتناوبة، تأتي مجموعة من النصوص النثرية على شكل صدفات يرمي بها البحر للقارئ تباعا. يقول الأستاذ إدريس خالي عن هذه الأمواج النثرية : الموجات التي شرفتني بقراءتها تحمل في أحشائها ما يجعلها أحسن بكثير، وأعمق بدرجة ملحوظة مما هو مطروح في السوق الأدبية....أعرف أنك غبر مهووس بالنشر.. عاشق ولهان للكلمة، لهذا بالضبط تكتب بروية وأناة وبُعد صوفي لا تخطئه العين. الموجات التي قرأتها تمتد ما بين سنة1993 إلى 2001...إنها حركات مد وجزر ممتلئة بالحياة..الحركات غير منتظمة شكليا -كما قد يبدو للوهلة الأولى- لكن بمعاودة القراءة والنظر نكتشف ترتيبا سلسا يُفصح عن إدراك عميق للبحر الحقيقي ولبحر الكتابة. العنوان الفرعي: نصوص نثرية دليل على هذا الإدراك ...فالأمواج إفراز لغليان بحري داخلي يتفجر على السطح ويُلقي بالصدفات النثرية إلى الشاطئ.الصدفات جزء من روعة البر ...والأمواج تسر الناظرين البرانيين، وتثير الحزم والقلق والخوف لدى أولئك الذين يواجهونها... النثر أيضا له أمواج وصدفات...وللحقيقة الأدبية فالنصوص صدفات وأمواج..أعلن أني أخذت لنفسي صدفات كي أسمع فيها صخب البحر من حين لآخر، كما كنت أفعل وأنا صغير... تستمر الموجات ذهابا وإيابا في البحر وفي الزمن، ثم نصل إلى موجة أخرى ويكتمل الجزر...الاكتمال عملية بحث واشتغال مستمرة..الموجة الأخرى توجد في الأفق والمستقبل والكتابة. إن الجزر الذي يعقب الموجات لا يعني الانتهاء والسكون المطلقين للبحر...من المؤكد أن البحر سيجمع أمواجه من جديد استعدادا للفيض...ومن المؤكد أيضا أن الكاتب بعد نثر أمواجه وصدفاته سيعود إلى عالمه ليجمع أمواجا أخرى...أتمنى لك المزيد.