واستعد الزعيم لقرع الكؤوس إيدنا ببدأ سنة جديدة وجحظت عيناه يترقب الساعة الذهبية بفرح شديد وصاح بقوله: - سنة سعيدة ... ورد الجميع خلفه كالقطيع - كل عام وأنت خالد مخلد ... أنتم بلا شك لا تعرفون قصة الزعيم سأحكيها لكم في بضعة كلمات : الزعيم رجل حنون على رعيته ديمقراطي إلى ابعد الحدود آنتخبه الشعب بنسبة 99.99 ، قال البعض عن هذه النسبة إن الزعيم كاد يقارب الكمال البشري !!!لكن المعارضة الحاقدة المتمردة غررت بالفقراء وسرقت النسبة الباقية ... الزعيم حذف الدستور لأن وجوده بحد ذاته دستور ... الرئاسة للزعيم ... الوزارة لآبن الزعيم ... الداخلية لأخ الزعيم...والجيش لآبن عم الزعيم ...والإعلام لمدللة آبنة الزعيم ... بلدنا ضيعة للزعيم ... الزعيم يؤمن بتعدد الأحزاب السياسية ويشجع تناكحها الطبيعي والصناعي والمزيف ... لكنه يرفض آستعمال حبوب منع الحمل... الزعيم يؤمن بمقولة تكثير سواد الأمة ... الزعيم إنسان متقشف لا يدخن غير السجار الكوبي ... ولا يشرب غير النبيذ الفاخر ... ولا يلبس غير 4 بدلات في اليوم...ولا يمتك غير أسطولين إحدهما اسطول سيارات ... من الجاغوار الفاخرة إلى المرسيدس الألمانية ... واسطول جوي وأخر بحري ... الزعيم رجل مسكين... الزعيم لا يحب البذخ... لذلك فهو لا يمتلك إلا قصرا أو قصريين في كل مدينة ( نصحته البطانة الصالحة بتغير تلك القصور وبناء أخرى لكنه رفض إنه رجل مسكين...) الزعيم يحب الصبايا... أليس بإنسان ؟ ...والإنسان مهما بلغ به الكمال البشري!!!...مهما بلغ به الوقار إنسان له شهوات...لذلك فهو لا يملك زوجة أو حتى زوجتين ولا حتى أربع...بل طابورا من الشقروات الحسان... يأتينه كل ليلة ... في ابهى حلة وزينة... الزعيم وعد الرعية وهو الراعي على كل حال ....ونحن القطيع... الزعيم يكره المتسولين ... لذلك يعلمهم التسول بسرقة ثرواتهم... الزعيم إنسان يقبل بالإختلاف لأنه سنة الكون... لذلك شيد السجون والمعتقلات... الزعيم لم يخلق إلا لكونه زعيم ...لذلك فهو يكره الألقاب... ويحرص على وضع آسمه في كل مكان... في الشارع...في الميدان... في المطارات... في الموانئ...في المدرسة...في كل شيء ( الرعية آعتقدت أن الهواء الذي نتنفسه ملك للزعيم لكنها آحتارت كيف تنسبه للزعيم) الزعيم قنبلة فتاكة من المواهب...فهو يجيد كل شيء... يكتب شعرا...يكتب القصة والملاحمة...يرسم ويدون ويؤرخ...وينظرويؤلف... بقي له أن ينزل الكتاب المقدس... الزعيم يحب الفرفشة والنشاط...لذلك فهو يدفع بسخاء لكل من يهز المؤخرة بإتقان والخصر وكل شيء.... الزعيم في أراذل العمر ... شاخ في بنيته... في جسده... في عقله...مع ذلك فهو زعيم... الرعية تهتف بحزن... بألم... مات الزعيم .... مات الزعيم... لكن أخرون قالوا إن الزعيم حي لايموت ... وأخرون قالوا إنه الكفر بعينه.... الزعيم رجل مسكين....