فجأة، و دون إشعار يذكر، نبتت أوثان في تراب الجسد الواحد كالطحالب تمتد. إنها الآن في تناسل متزايد. وصلني.. أن أوثاننا.. العاشبة، هنا، زوجت كل إناثها الحوامل إلى أوثانهم.. اللاحمة، هناك، وسيقام حفل الزفاف في أجمل غابة في العالم.. والتاريخ لم تحدده الزلازل بعد. هي أوثان شريفة، رغم عيبها البارز كالشمس في بطنها، الذي ما فتئ يتسع، وهو اليوم يمتد إلى ما لا نهاية.. ليشمل حتى ألعاب الأطفال، وكراسي المعوقين. وأفاعي "الحلايقية". أوثان على عروش من أجساد شجرية اللون والرائحة. يلتهمون ولا يشبعون. يرقصون ولا يشبعون. هي رقصة الأوثان.. كن بحرا حالما، بسواعد رذاذ الموج، يصفع وجه صخور الوثن اللعين. كن شغبا طفوليا، في بوابات جسور المعنى، ينقش أسماء صهيل الخيل الغاضبة. ولا تكن شبحا تنفثه مدخنة العمود.. لعل هذا المشي المثقل بأسئلة تلهب الشوق.. ولا تقبل الدخول معهم في لعبة الكبار.. غيمة حائرة. بين أقواس ليل الشارع الطويل، وغربة صديق علبوه بورد العيد السعيد، حولته علامات السوق المبتورة العين، إلى مجرد رائحة ظلال بلا هوية. هي كأس المعاني العارية من سطوح البيوت الأرضية، بي تصعد حمراء العينين، إلى باقة حروف حليفة.. زمن الأضداد يعصف بما تبقى من ثمار شمس بعيدة. هي حرب الأشكال وليس عزم الأبقى.. أنت الأشطر منا يا صاحي، حين تلبسك ابتسامة الصباح. أما عندما تخترق العمود، وتختار ركوب موج البحر وقت السحر.. فتكون آنذاك من إحدى قبائل ابن آوى، المشدود قسرا، إلى قاموس الضياع. هي رقصة أوثان مدينتي بصيغة الجمع، والمسكونة بالمزيد الأحمق من أحلام الشارع الحارقة. سليني يا جلالة شمس، نفتها الريح.. عن تفاصيل سفر الحرف الآهل بعناصر لوعة الحفر، ولا تسألني يا وثنا عليلا، يدخنه زمن الأمس..عن سفر أحقاد جماجم، تتهافت ليلا على انتشال فتات الأجساد الكريمة.. في طلعة أولى حروف الفجر، يولد المعنى بحرا صموتا، لا يلبث أن يزبد.. ليعلن لهواة محارات الرمل، أنه حزين.. وسكوته سيكون أحزن.. لم ألتفت لا يمينا ولا يسارا.. في يمين الأمس، أبصرت أجساد شجر.. حافلا بترابي العذب، يسفك دم الحجر المغسول بالأغلال. هذا الصمت.. المفروش اليوم بعناقيد الورد.. لا ترهبه حكمة / رقصة الأوثان.. هذا الصيف..، الحالم غيمة خجولة، لا تلبث أن تعري عن تفاصيل نبعها الجلي. أما في يسار رماد هذا الآن، الذي يدخنه لعاب الأمس، في مقهى ضباع اليوم، ففيه أدركت تشكيلات منافي السقوط نحو أعالي الجنوب. إنها رقصة الأوثان في شمال جسدي.. إنها حفلة جوفاء تديرها مرايا سميكة، وبالأسوار العذبة ألوانها، والأقلام المقنعة وجوهها، تنحدر بي الأيدي الدامية إلى أجمل هاوية في خريطة الماء.. تشربني بحار الصعود البني، على متن صهوة طريق لي تنحني مواكبه، كلما تعمقت في الدخول غير الأفقي، لأجد حروفي المزبدة، رفقة الشوق العارف لخريطة ملح المدينة، شمعدانا بلا فراشات أنوار.. أدخل من بوابة سماء مكتب الرئيس المقنع برائح ليل يعتقله. يتظاهر القمر البئيس بجبروت فأر أشقر الرائحة. بيراع ينفث رذاذ المطر، كتبت درس الرئيس المختزل، و تركت زمن قصيدة منفى الروح والمعنى. إنها رقصة الأوثان الصاخبة. رقصة حجر بليد.. لنفسه يزعم صلابة جبل..غير جبال كل البحار.