الوردة التي تورم ساقها من الوقوف في الحديقة وانشغلَ المتنزهونَ عنها بالثرثرةِ والنسيان لمْ تقلْ للعاشق ِ حين جزّها لخليلتهِ لِمَ أدميتني ...؟ بلْ سارعتْ للذبول لتنفق جمالها .. .. سمادا لوردة قادمة وردة الخشخاش البتول يسمونها وردة تلك المطرودة .. من محلات بيع الزهور والمحظورة في .. كراسة الحديقة .. والمنبوذة من فهارس .. الحقول والبساتين تمنت لو أنها وردة .. من بلاستك لعل طفلا يتوهم أنها لعبة ليرفعها من خراب العزلة .. وعبودية التحريم ... مقاربة هنالك تشابه مثير بين الصحابي أبي ذر الغفاري و عروة ابن الورد أمير الفقراء من جهة وبين مواضعة زهرة الخشخاش من جهة أخرى فالغفاري وعروة يشرعنون التجوّز على مال الغير والاستحواذ عليه في حال الشح والندرة ولما كانت جزيرة العرب تعيش قحطا موصولا فلا لوم عليهما ولا غضاضة وهم وهذا الحال هم صلب الباطل في تمظهر الحق هم في المحظور التام رغم سلامة الإجراء .. اشتراكيون بلا ماركس وزاهدون بلا عقيدة أو تنظير.. وكذلك زهرة الخشخاش هي بطبيعتها زهرة تسر الناظر وتفيض تغزلا لكنها تختزن المحظور في تفاصيلها ومكون كيمائيتها المتفردة .. وإذا كان هنالك مدخل لجرائمنا الصغيرة في محظور الكتابة فان خصيصة التأويل هي سلاح الأخر المتغابي لادانة تجلياتنا وانفلاتنا لتفنيد بشاعتهم وتعسفهم وأمراضهم أولئك الذين سمموا حياتنا وأقاموا علينا الحدود دون ان يتفهموا تشبّهنا بسلوك وردة الخشخاش اولئك الذين يكفرون الفكر والمعرفة ويحظرون النور ويغلقون علينا سراديب الخديعة .