شكلّت "طاقية الشّفاء" (رواية فتيان، قيد الطّبع، للأديب المغربيّ خالد أقلعي) محور الحلقة الماضية من برنامج "حكاية إبداع" للإعلاميّ والإذاعيّ المقتدر إدريس دباجي، الذي بثّته الإذاعة الوطنية بالرباط مساء الخميس 28 فبراير 2008، وكانت هذه الحلقة مناسبة أشار فيها الأديب د. خالد أقلعي إلى ما يسم الحركة الأدبية العربية عموما، والمغربية بوجه خاص، من عزوف عن الكتابة للفتيان، على الرّغم من أن هذه الفئة من القرّاء تمثّل مستقبل القراءة بعد سنوات قليلة، وكيف أنّ مخاطبة هذه الفئة أدبيّا تعتبر بمنزلة إعداد لأجيال من قرّاء المستقبل، وعرض خالد أقلعي معطيات متعلقة بإبداعه "طاقية الشّفاء" كشف من خلالها عن مجمل الأفكار التي حرص على استثمارها في هذه الرواية، والتي تسعى، في معظمها، إلى تمجيد قيم الإبداع والإنتاج والاجتهاد، مثلما تسفّه منطق الاستهلاك والخمول والتّواكل، مؤكّدا، من خلال حديثه، على خصوصيات الكتابة للفتيان وصعوبتها التقنية، وعلى سماتها التربويّة والعلمية وقيمها الدينية والوطنية، الأمر الذي يستلزم، بحسب الكاتب، وجود مبدعين مؤمنين، حقّا، بهذه القيم، مدافعين عنها في سرّهم وجهرهم. ولعلّ ما ميّز هذا اللّقاء فعلا هو أسئلة الإعلاميّ المتميّز إدريس دباجي التي كانت في غاية الذكاء والتّركيز والدقّة، بحيث حفّزت الكاتب إلى التطرّق لمجموعة من قضايا السّاعة، في إشارة إلى ما يتضمّنه مخطوط روايته الجديدة "عصافير الخريف" من صياغة وجدانية وفكرية لهذه الأزمة الحضارية التي يعيشها العالم، والتي تنعكس ظلالها المنذرة بالفناء على كلّ الأقطار، مشدّدا على ضرورة أن يسود الأمن والأمان والمحبّة ربوع هذا الوطن الذي نعيش فيه، والذي لا وطن لنا غيره.