عن دار التكوين للنشر بدمشق - سوريا، صدر للكاتب: وديع شامخ، كتاب بعنوان: "باسم فرات: في المرايا / دراسات وحوار "، تولى التقديم له حاتم الصكر، وقام بمراجعته حسن عبد الراضي. يتألف الكتاب من 445 صفحة من القطع المتوسط، يحمل بين طياته حوارا ومقالات لكتاب ونقاد عالميين مرموقين، تناولوا بالدرس والتحليل التجربة الشعرية للشاعر العراقي باسم فرات، من خلال ديوانيه: "خريف المآذن" و "أنا ثانية" ومن خلال قصائد متفرقة. تنوعت الكتابة عنه بتنوع المشاركين، وتنوع وجهات النظر واختلاف المشارب والتوجهات.. فجاء الكتاب غنيا جديرا بالقراءة. ورغم كبر حجمه، إلا أن تنوع الأقلام أكسبه ميزة الخفة على النفس، لتضع القارئ بانتقاله، من قراءة إلى أخرى، كأنما ينتقل من كتاب إلى آخر. وجاءت المشاركات مرتبة كالآتي: الحوار: يستهل الكتاب بتقديم الدكتور حاتم الصكر عنونه: من مدينة الدموع إلى مملكة النشيج، وهو تقديم لحوار بعنوان: ثرثرة فوق جثة الموت... ل"سركون بولص" لمناسبة رحيله إلى مدينة اين. دراسات: تعددت الدراسات وزوايا التناول بتعدد القراء والنقاد الذين أثاروا قضايا متعددة في تجربة الشاعر باسم فرات. وجاءت الدراسات كالآتي: عن خريف المنافي وعقارب تنهش ساعة القشلة، للدكتور حاتم الصكر. شعر النزوح وإشكالية العزلة والتماهي مع الآخر للدكتور صالح هويدي. حياة يابسة وأسطورة بيضاء لناجح المعموري. بلاغة المفارقة، المشهدية والتحول الشعري التشكيلي للأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد. فهم الساموراي للدكتور حسن ناظم. أحزان باسم فرات امتداد لأحزان التشرد العربي للدكتور جورج جحا. خرابه الإنساني ومنفاه هيروشيما المنكوبة لفيصل عبد الحسن. يحدث نفسه عن نفسه لراسم المدهون. هناك حيث الطفولة فردوس القصيدة المفقود المستعاد لسلام صادق. ثنائية المعنى والعاطفة.. فضاء حركة وحياة لعبد الكريم كاظم. تحولات اللغة الشعرية في (أنا ثانية) لزهير الجبوري. مداخل مقترحة لقراءة تجربة باسم فرات لباقر صاحب. الاستعارة التنافرية في مجموعة (خريف المآذن) لجاسم خلف إلياس. عفوية السرد... وعقلنة الصورة لبلاسم الضاحي. فرات في مجموعته الثالثة: أنا ثانية لنصر جميل شعث. موحيات الآخر في مجموعة (أنا ثانية) لعلي الخباز. الطين والتدوين في أنا ثانية لغالب الشابندر. شعرية الذات...في فضاء الإبداع لكاظم ناصر السعدي. بين هيروشيما والموصل: ترانيم طائر المحبة والحزن والحنين لأنور عبد العزيز. بسالة الخطأ..فداحة الحروب في خريف المآذن. خالد البابلي. الاندثار.. وإشكالية الارتباط في خريف المآذن لرحاب حسين الصائغ. أنا ثانية...وجدوى الشعر لرضا الخفاجي. باسم فرات ومراثي الأنا الجامحة لصباح الأنباري. باسم فرات، إلى النثر الجاد لوجدان عبد العزيز. النص الاغترابي، قراءة في قصيدة "سليل" لعبد الناصر عيسوي. أنا ثانية بين جغرافيا المسافات وحنين الوطن لأحمد صادق حسين. (............................) * قول أولي في (أنا ثانية) لعمر عناز. شاعر يستحق الاحتفاء به لهيثم جبار. قراءة تلقي لثلاث نصوص من مجموعة أنا ثانية لعامر الربيعي. هل هي ترسيخ لخراب الذات.. أم ترشيح لعذابات الاغتراب.. لناصر قوطي. الغربة والاغتراب في: خريف المآذن. شهادات: كما تضمن الكتاب شهادات مختلفة ومتنوعة أدلى بها كل من: لطيفة الدليمي: تقاطع الحضارات أم تناغمها؟؟ حسن عبد راضي: غبار الحرب الذي يجلل التجربة. موسى حوامدة: باسم فرات والتجربة اليابانية. نصيف فلك: راكب السفينة. نجاة عبد الله: من أيام المنفى باسم فرات شاعرا. فيء ناصر: يعلمنا جميعا دروسا في الثقافة. حسين الهاشمي: طفل يحلق في المنفى. محمد الرديني: أنا وباسم وصائغ الذهب. إسحق قومي: شاعر مسكون بمفردة العشق المعربش على حدائق بابل. خضير الزيدي: حب يتعدى خاتم الكلمات. هادي الحسيني: نص صاف يستذكر عذاباته. باقر الفضلي: الشاعر الذي هزم الغربة... محمود الزهيري: خريف المآذن.. مرآة عالمنا العربي. رسائل: وأختتم الكتاب برسائل لكل من: مؤيد الروي. حاتم الصكر. مقداد رحيم. حسن ناظم. ناظم عودة. نجمة حبيب. عبد الرزاق الربيعي. محمد العباس. حسن دعبل. حسن دعبل. فائز البرازي. باقر الفضلي. محي هادي. نجوى عبد الله. (*) كما يتعين الإشارة إلى كون الكتاب قد احتضن مشاركة متميزة للمغربي الوحيد، أصغر عنصر بين عمالقة النقد والتنظير الأدبي المساهمين في هذا المؤلف هو الشاعر صلاح الدين شكي ب" ساموراي برتبة شاعر"... غير أنه لم يبد صغيرا ولم يستظل بظل، بل بدا سامقا شامخا، بلغة شعرية نسج خيوط قراءة في ديوان الشاعر العراقي باسم فرات "أنا ثانية".. وبصم بصمة باقية ببقاء الإبداع.. قراءة وصفها بالهاوية، وبالتمعن فيها يكتشف أنها قراءة مبدعة... تستحق فعلا أن تتبوأ مكانتها عن جدارة في هذا المؤلف... وأقطف منها هذه المقاطع... أنا غارق فيك ثانية، هكذا يجتاحك باسم فرات باحتجاجه اللطيف، والهدوء السابق للعاصفة.. معلنا بذلك الساعة الصفر بعد العصر... (ص 326). (......) استهلالا، يبادرنا الشاعر بثنائية ضدية تؤسس لصراع أزلي تتمثل فيه باطرياركية الأب، وانكسارات الأم، فبين الحاجة والحنين تبرز الأنا كسؤال وجودي.... (ص 326). (......) إلا أن باسم فرات تخلص من شفهية الشعر، باعتماده منطق الصورة.... (ص 327). ورث الشاعر عرش العائلة باعتباره الابن الأكبر، (.....) لأن العقلية الأبيسية التي يتميز بها مجتمع ما بين البحرين، عقلية موغلة في توريث أبنائها كل الجينات الواسمة لها.......... (ص 328). (......) على هودج من ريح ورمل سيركب الشاعر غمار النفي الاختياري..... (ص 328). (......) ومن بين العناصر التي ساهمت في قوة الديوان الشعرية توظيفه ثقافته الانتروبولوجية، واختياراته الجيدة للتوافقات التاريخية والميثولوجية..... (ص 332). (......) والتوافق المذكور يبين بوضوح صارخ التراجيديا التي يحياها سليل الفراتين.... (ص 334). (......) وهو السومري المالك لحكمة علي، وصرامة المنصور، وإباء النعمان، وشطحات المجانين الذين ذوبوا العشق... (ص 337). (......) فرات في مجموعته "أنا ثانية" تبدى – أنا - أعلنت عن كينونتها بحرية مستفزة لقوة المنفى كسلطة، وأحايين أخرى تتلبس بلبوس الشرق المالك لكاريزما التاريخ إذ يمكن اعتباره سامراي مناف برتبة شاعر. (ص 337). فهنيئا للشاعر صلاح الدين شكي بمشاركته الوازنة: " ساموراي برتبة شاعر". وهنيئا لباسم فرات بهذا الاهتمام من هذه الثلة من النقاد والأساتذة والدكاترة العاشقين للكلمة...