تم الإحتفاء يوم السبت 31-10-2009 في مدينة فاس بالناقد والمفكر المغربي محمد مفتاح، وذلك من خلال مجمل أعماله التي شكلت مشروعا نقديا رائدا في مسار تطوير الدرس الأدبي بالمغرب والعالم العربي.وظهرثراء عطاءات الأستاذ مفتاح من خلال مداخلات المشاركين في اللقاء الذي نظمته "حلقة الفكر المغربي " و"محترف الكتابة بفاس ". حيث أكد الناقد سعيد يقطين أن مؤلفات المحتفى به ظهرت في عز تحولات الدرس النقدي العربي، وجاءت صعبة التناول، فلم تلق في البداية التقدير والاهتمام اللازمين، قبل أن تكشف التحولات النقدية أهميتها وتجددها وريادتها في تطوير القراءة النقدية العربية،معتبرا أن مشروع مفتاح، الذي جمع بين شخصية الناقد والسوسيولوجي والباحث التاريخي والأنثروبولوجي، يشكل خلفية لانطلاق مسيرة جديدة للدرس الأدبي وإعادة النظر في العلاقة بين الابداع والتلقي. وأشار الناقد محمد الداهي في مداخلته أن محمد مفتاح يشكل ظاهرة ثقافية في الساحة العربية من حيث كونه ذاتا متطورة تتفاعل مع المستجدات البحثية وتتبنى مسارا متدرجا تتفاعل فيه المناهج الوظيفية والنسقية والثقافية، وتنحو الى استيعاب مكتسبات الثقافة العالمية وتكييفها مع الواقع الأدبي والفكري المغربي والعربي. أما الباحث أحمد ادريسو علي فأثنى في كلمته التي ألقاها باسم حلقة الفكر المغربي على مشروع محمد مفتاح في سعيه إلى إنجاز مهام مركبة ومعقدة تتصل ببناء ذاكرة ثقافية جديدة تهضم مفاهيم وأسئلة الفكر الإنساني، وخلص الباحث إلى أن المحتفى به المسلح بأدوات معرفية ومنهجية متعددة، يمارس بحثا علميا صامتا في إطار رؤية كونية للمعرفة تردم الهوة بين مناحي الإبداع، ما يجعل مشروعه نافذة على مستقبل النقد العربي. و قد ألف الباحث محمد مفتاح عدة كتب في النقد، من بينها "تحليل الخطاب الشعري، استراتيجية التناص " (سنة 1985 )، و "في سيمياء الشعر القديم، دراسة نظرية تطبيقية " (1989 )، و"دينامية النص، تنظير وإنجاز " (1990 )، و"مجهول البيان (1990 )و"التلقي والتأويل، مقاربة نسقية " (1994 )، و"التشابه والاختلاف، نحو منهاجيه شمولية " (1996 )، و"مشكاة المفاهيم، النقد المعرفي والمثاقفة " (2002 )،و"الشعر وتناغم الكون، التخييل، الموسيقى، المحبة " (2002 ).