دبي/ عن دار كليم للكتب في دبي صدرت رواية (ملوك الرمال ) وهي الرواية التاسعة للعراقي علي بدر، تتناول هذه الرواية (150 صفحة من القطع المتوسط ) مواجهة بين عناصر عسكرية من جيش نظامي (الجيش العراقي ) و مجموعة من بدو الصحراء تتشكك الدولة في ولائهم لها. الراوي هو أحد أفراد الجيش النظامي، وهو الناجي الوحيد من مجموعته، ويسجل أحداث تلك المغامرة الدرامية على لسانه. يكتب "علي بدر " أحداث روايته بصورة مشوِّقة، وببراعة محافظاً على قدرٍ مستساغٍ من التوتر الممتع. والكاتب يدفع أحداثَ روايته باتزانٍ و بقدرة فنية كبيرة. وتتميز هذه الرواية بانسيابية في تسلسل أحداثها، وهذا يضفي على صفحاتها متعةً و تشويقاً، على الرغم من أن الرواية واقعية إلى حد الشعور بأنها من تجارب الكاتب الشخصية إلا أنها تتجاوز بالفعل واقعيتها، بما تحتويه من تأملات إنسانية فيها ما فيها من سموق وسمو، وتندس هذه التأملات في السرد الروائي بذكاء ورقة، فتتحول الرواية إلى رواية فلسفية عن الزمن والتاريخ والعبث والحياة تسير في إطار حبكة مشوقة، وصراع ضار بين البدو وجندي عراقي يكتب نشيده الخاص في فهم الصحراء والعيش فيها. ثمة لحظتان في أحداث هذه الرواية تمثلاَّن ذروتيْن فنيتيْن: اللحظة الأولى هي لحظة وجود الجندي (الراوي ) ، وهو ابن المدينة ، حين يصير وحيداً في الصحراء بعد مقتل زملائه جميعاً ، وشعوره بالحاجة إلى النجدة من أي إنسان ، حتى لو كان عدوه ، و شعوره بما يكفي من الهلع ، و تنتابه هواجس المصير. اللحظة الثانية هي بالمقابل لحظة وجود "جساس " ، البدوي الشاب ، القاتل ، غريم الجندي الراوي ، و هو ابن الصحراء ، حين يجلس على شاطئ النهر في المدينة ، و هو أسيرٌ و مقيدٌ ، فيبكي لمرأى نهر دجلة ومياهه التي بلا حدود. إنه يشعر بأن كثرة المياه إلى ذلك الحد تقلقل مبادئه و أعرافه كبدويٍّ يعاني ندرة الماء ، و لكنه لا يشعر بالهلع بل بالشجن فيبكي كإنسان متماسك لا يتوقع مساعدة من غير ذاته.