الغرفة المغلقة التى بابها يرتدى حلة الليل شالا من الخوف قبعة من شحوب. نوافذها من نحاس وشمع يراودها الضوء تنأى كأن لها ذكريات معه. وحيطانها كالغرابيب سود وسكانها يجهلون لغات المياه فهم كالخفافيش ويح النسيم إذا مر فر من الظلمات العتيقة واستبق الباب يحنو فيحنو إليه الغياب وأحداقها هذه الغرفة المستفزة ملآى بهذي الظلال التى تتسلق لبلاب أحزانها إنها غرفة دهشة ظلمة تتصيد أسفارها لا تنام الكلاب التى نعست فى الجوار تخاف اقتراب المساء وتخشى دخول الدجى حين تنبح تلفظ أنفاسها حين تشعر بالأقحوان الذبيح وتلمح عبر الجدار القديم ديوكا تصيح مسيحا يعذب فوق سحاب التباريح إن الكلاب بحالة كشف تشاهد ما لا نشاهد تعوى ولا نفهم اللغة المستحيلة من يرتقى درج الغيم ينظر من كوة الوقت يلعق إبهامه أو يبول على لحظة الطيش إن الزمان الذى قد يعاد تشتت والصبح طار كسرب حمام