ليلة أخرى تذهب نحو اللاشيء دون أن أحقق شيئا. . بالواقع لقد حاولت التغلب على هذا الشعور لكنه قوي جدا .. كالجاثوم، كلما حاولت التخلص منه كلما ازدادت قوته ... .لذلك قررت مجاراته قليلا حتى استعيد عافيتي فلا طاقة لدي بمواجهته الآن.. أخاف فقط أن يطول الأمر. . أشعر أن نهايتي قريبة جدا .. ولذلك انا احاول مقاومته حتى لا أموت على نفس الحال .. أريد أن يخترقني شيء ما .. لا أشعر بشيء .. وهذه هي الكارثة. . أريد أن أخرج هذا اللاشيء مني .. فكل شيء يؤول إلى اللاجدوى. . ولا شيء عميق جدا .. أتذكر أني كنت قد عزمت على قراءة كتب دوستويفسكي. . بدأت بصفحة ونصف ثم توقفت. . كان كل شيء هراء .. كل هؤلاء الفلاسفة تافهون. . كل لوحات فنسنت غوخ وبيكاسو وليوناردو تافهة.. كل معارفي تافهون. . كل ما اكتبه تافه .. ولا شيء ذي قيمة .. أود الكلام لساعات لكني أشعر بالعجز. . وطاقتي محدودة. . ولا قدرة لدي على تفسير شيء ولا إفهام أحد. . حتى الاستلقاء فوق الفراش متعب. . والنظر متعب .. واغماض العينين متعب. . التنفس أيضا متعب جدا .. كلما استنشقت الهواء ازداد اختناقي. .أشعر بخداي يتقلصان حول العظام لشدة عبوسي. . غدا لا أدرك باي وجه ساقابل العالم. . أود أن أكمل الكتابة لكن الكسل يمنعني. . كظمت هذه الطاقة لكنها متعبة. . ولا أستطيع الاحتفاظ بها .. كما أنني أكره البشر .. أحتقرهم. . أغضب عليهم. . ثم لا أدري لم أغدق عليهم بالحب. . ربما لأني احتاجه. . أو ربما لاني لا أملك شيئا آخر. . أظن أنني أفتقده. . ففاقد الشيء هو الأكثر سخاء في منحه. . أفكاري مشتتة .. كذلك غاياتي. . لقد تعبت .. لن أكمل!