احتضن نادي ابن بطوطة للتعليم بطنجة، فعاليات تقديم وتوقيع ديوان: "تعاويذ على مقام الخريف" للشاعرة خديجة گراگي التمسماني، مساء يوم السبت 21 يناير 2017، التي نظمها "الراصد الوطني للنشر والقراءة" بتنسيق مع "مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم" (فرع طنجة - أصيلة)، مواصلا سنته في الاحتفاء بالإبداع والكتاب المغربي، وقد عرف الحفل مساهمة ثلة من الباحثين: عمر مراني علوي(فاس)، محمد سدحي(طنجة)، حميد البقالي(طنجة)، وتنشيط الإعلامية غزلان أگزناي التي نسقت فقرات الحفل. انطلقت فعاليات الحفل بوصلة غنائية للفنان المغربي عبد الحميد بوعجاج الذي شنف سمع الحاضرين برحيق الكلمة والغناء المغربي العريق، تلا ذلك كلمة الأستاذ رشيد شباري (باسم رونق المغرب) تحدث فيها عن دواعي الاحتفاء بهذه التجربة الإبداعية، مشيرا إلى سعي "رونق" الدؤوب للمساهمة في رفع مؤشرات القراءة من خلال الاحتفاء بالإبداع المغربي وتقريب الكتاب من القارئ، واختتم كلمته بالحديث عن الكتاب المحتفى به الذي صدر عن منشورات "رونق المغرب"، وفي كلمة بالمناسبة شكر الأستاذ عبد الله الداودي (باسم مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم) "رونق المغرب" على جهوده المكثفة في الاحتفاء بالكتاب المغربي، معربا عن استعدادهم لدعم كل المبادرات الهادفة لخدمة الثقافة الجادة والهادفة، مشيرا إلى توقيع اتفاقية شراكة ثقافية بين الطرفين. وقد عرفت الجلسة التقديمية مشاركة الباحث عمر مراني علوي بورقة عنونها ب «من رؤية الذات ورؤية العالم إلى الرؤيا الشعرية في "تعاويذ على مقام الخريف" للشاعرة خديجة گراگي التمسماني» استهلها بالحديث عن مفهوم الشذرة ودلالتها لغة واصطلاحا، باعتبارها لونا من الكتابة الأدبية المتجددة في الزمان والشكل، تماهيا مع تجدد إيقاع الحياة نفسها واستجابة لبواعث جوانية ودوافع شعورية ولا شعورية لدى الذات المبدعة المتوثبة لكسر طوق التقليد والتحرر من سلطة النموذج النمطي في الإبداع الأدبي، كما تطرق للحديث عن عتبات الديوان، مركزا على دلالة العنوان باعتباره عتبة رئيسية لأي عمل أدبي، ودلالة الإهداء الذي تميز بالتكثيف والدقة والإيجاز وقوة الإيحاء، قبل أن يشرع في مقاربة تحليلية للشذرات، حيث أشار إلى مضامين الديوان التي تكشف عن تنوع دلالي وعمق فكري يغديها تأمل فلسفي وبعد روحي نابع من ذات ممزقة وروح معذبة، مبرزا أهم التيمات(الذات، الحب، الزمن، الوطن...) والرؤى الشعرية والقضايا التي يتطرق لها الديوان مستشهدا ببعض نماذجه. وتطرق الأستاذ محمد سدحي في ورقة بعنوان: «محاولة لجمع شتات قصيدة متشظية ترقص على مقام خريف منثور» إلى الحديث عن الأضمومة العبقة بفحوى الشعر الشفيف، «إذ تكتفي فيه بأشلاء الربيع معلنة مبايعتها الكلية للخريف المقيم في تفاصيلنا على مدار الشمس المتدبدبة في إشراقها»، مشيرا إلى ما تحفل به الشذرات من وجع وأنين وبوح وموت، فالشاعرة أضفت على تعاويذها لون الخريف، كما توقف في ورقته عند معجم الشذرات مثل: (السماء، الوقت، البحر، الجرح، المرايا، الحلم، القلب، الموت، الحكاية...) ودعا في خاتمة الورقة إلى قراءة الكتاب والنهل من مقامه الخريفي. وحول الديوان نفسه، تناول الأستاذ حميد البقالي في ورقته المعنونة ب: «أسئلة الذات والكتابة والوطن في "تعاويذ على مقام الخريف" للشاعرة خديجة گراگي التمسماني» ثلاثة محاور: 1- الخطاب الموازي متماهي مع الاختيارات الكتابية: والذي يشمل عتبات النصوص خاصة وأنها تفتح أفق الانتظار أمام القارئ، هذا الأفق قد يتسع أو يضيق بحسب اختيارات المبدع، وهذا الاختيار يستدعي النضج والحكمة وخلخلة يقينيات الفكر والذات والوجود وغيرها من الأسئلة التي أثارتها الكاتبة بفضل الاختيار الأجناسي. 2- أسئلة الذات وتحقق الاستمالة: تحدث فيه عن صورة الذات والعلاقة مع أسئلة إدراك هذه الذات والعلاقة بالوطن، لتستشعر الكاتبة بعدها –حسب الباحث حميد البقالي- طاقة الحزن والتيه في غالبية الشذرات وفي سياقات مختلفة لكن موحدة تستميل قارئيها 3- أسئلة الكتابة بما هي فعل جمالي: ركز في هذا المحور على تميز الشذرات بسمتي الاختزال والتكثيف، ويبرز تجلي الاختزال في أسطر الشذرات، إضافة إلى اقتطاع مشاهد تصويرية تعبر هي الأخرى عن الذات وهمومها وأسئلة الوطن والغربة والمدينة وغيرها والتكثيف وهي سمة أصيلة في الشذرات إذ لا مكان للزيادة والحشو، واختتم ورقته بالحديث عن الحضور القوي لأسئلة المدينة الموجعة التي تتقاطع مع الوطن في التيه والغربة والحزن. وفي كلمة بالمناسبة، شكرت الشاعرة خديجة گراگي التمسماني "الراصد الوطني للنشر والقراءة" على نشره واحتفائه بباكورة أعمالها، كما شكرت الأساتذة الباحثين على سفرهم عبر ثنايا شذراتها، وحيت الحضور النوعي الذي شاركها هذه اللحظة الإبداعية، ثم تحدثت عن تجربتها وعن الروافد التي أثرت في تشكل مسيرتها الإبداعية، وقرأت نماذج شذراتية من الكتاب المحتفى به. واختتم الحفل الذي تميز بحضور ثلة من المبدعين والنقاد والطلبة والأساتذة والحقوقيين والمهتمين بالشأن الثقافي، بتوقيع ديوان: "تعاويذ على مقام الخريف" على إيقاع الصور التذكارية.