من منشورات مكتب التفسير 2016في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، صدرت للروائي السوري عبد الباقي يوسف ترجمة روايته ( إمام الحكمة) إلى اللغة الكردية، الرواية التي كانت قد صدرت عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت سنة 2010، وهي تسرد سيرة حياة قطب الحكمة لقمان الحكيم. جاء في مقدمة الطبعة العربية التي وضعتها وزارة الأوقاف الكويتية في مقدمة الرواية: (من أبرز الإشكالات التي تثيرها رواية إمام الحكمة، حدود التاريخي والخيالي في رصد سيرة لقمام الحكيم ولعل هذا لايرتبط بهذه الرواية فقط، بل أن النقد الأدبي أثارها، ويثيرها مع كل تجربة سردية تستدعي التاريخ، فتجعله مادتها الروائية. إن أطروحة رواية إمام الحكمة تتعلّق بأن يتحوّل الإنسان نفسه إلى مرآة نفسه، يرى من خلالها علاقاته وسلوكاته ومواقفه، ويعيد اكتشاف مفهوم الحياة والوجود، ويستثمر طاقات الذكاء والخبرة والإرادة التي وهبها الله إياه، ليكون متحكماً في نفسه ومحيطه،لامحكوماً بها، قائداً لهما لامقوداًمن قبلهما، فيتولّدعنده إحساس جديد بنفسه ووظيفته ومركزه في الكون والحياة، وعلاقته بالله، خالقه ومبدعه، وبالإنسان والنبات والجماد، إحساس بطعم الحياةنفسها في جدتها وتوازتها ومعادلاتها..لقد وُفق الروائي عبد الباقي يوسف في ان يجمع شتات تلك الحكم الممتدة في الزمان والمكان، وأن يصوغها في قالب روائي ممتع ومفيد، تتحوّل عند مَن يتأملها ويحسن الإصغاء إليها، إلى نبراس يهديه في مدلهمات الخطوب والمواقف والآراء، وتجعل له لسان صدق وأمانة وأخوة وتقدير وحب للخير والجمال، وسعي إلى خدمة الإنسان حيث هو إنسان، بعيداً عن التصنيفات التي أحدثت شروخاً في الكينونة الانسانية التي أراد لها الله سبحانه وتعالى أن تكون سالكة سبيل التعارف والتعاون والتواصل والتعايش، واحترام التنوع باعتباره آية من آيات الله الحكيم في صنعه الحكيم، والرواية يغلب أسلوب الحكمة عليها، تريد أن تجعل من الحكمة شخصية تمشي بين باقي الشخصيات، ورؤية تحكم الإنسان في علاقته بذاته وبالآخرين من حوله، بأسرته ومجتمعه، في الجوانب النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. إنها تُبشّر بمشروع الإنسان الحكمي، بعد أن تهاوت فلسفات الانسان النفعي، والإنسان القبلي، والإنسان الطائفي، والإنسان القومي، والإنسان الأبيض مقابل الإنسان الأسود، والإنسان الأيويولوجي، والإنسان البراغماتي، والإنسان المكيافيلي، وغيرها من الأنماط الإنسانية التي أحدثت آثاراً سلبية في الرصيد الحضاري للأمم والشعوب، وكانت مجالاً خصباً لإبداعات الروائيين في العالم). وقد وقعت الرواية في 225 صفحة من الحجم الوسط. قام بترجمة هذه الرواية ( مظفر أولا قسريي) وممّا يُذكر أن هذا العمل الروائي هو الثاني الذي يتم ترجمته إلى اللغة الكردية للكاتب عبد الباقي يوسف، بعد ترجمة روايته (هولير حبيبتي) سنة 2014 ضمن ترجمة أعمال الكاتب من اللغة العربية إلى اللغة الكردية.