في إطار فعاليات مهرجان روتردام للفيلم العربي، عُقدت ندوة حوارية بعنوان "السينما كمقاومة غير عنيفة" تناولت أهمية صناعة السينما والمحتوى البصري في العالم العربي والتحديات الاقتصادية والتربوية التي تواجهها. وقدمت الندوة نظرة متعمقة على دور السينما في المجتمع من خلال تجارب شخصية ومهنية لعدد من الشخصيات البارزة في هذا المجال. وبدأت الندوة بمداخلة المخرج المصري د. محمد غزالة، الذي تحدث عن تجربته في دراسة السينما في مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت بجدة، وعن الفترة التي كانت فيها السينما مقيدة بشدة في السعودية . وأكد غزالة أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة قوية لنقل الرسائل الثقافية والاجتماعية وتشكيل الهوية الثقافية، من جهتها، شاركت الممثلة السعودية "الشيماء الطيب" تجربتها الشخصية في التمثيل، و التحديات الاجتماعية، وأوضحت أن التمثيل كان بالنسبة لها حلماً بعيد المنال. وتحدث المنتج المصري معتز عبدالوهاب عن الصعوبات الاقتصادية التي تواجه صناعة السينما في مصر، مشيراً إلى التحديات المالية التي تعرقل الإنتاج السينمائي، وأوضح أن الأوضاع الاقتصادية تؤثر سلباً على جودة الإنتاج وتقلل من فرص العمل للفنانين والمخرجين. وبدورها، طالبت الفنانة المصرية بشرى بضرورة تدخل الحكومة لدعم وتطوير صناعة السينما، مشددة على أن السينما ليست فقط وسيلة للترفيه، بل هي صناعة مهمة تسهم في النمو الاقتصادي والتربوي للمجتمع. وقدم د. ضياء صبحي، خبير الإعلام والاتصال بمنظمة اليونسكو، رؤية حول دور الإعلام التقليدي والحديث في التثقيف والتوعية، وأشار إلى التحولات الكبيرة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً أن الإعلام الجديد قد تفوق بشكل كبير على التقليدي، خاصة بين الشباب، وتطرق أيضاً للتحديات الأمنية التي يواجهها صناع المحتوى في العالم العربي، وتمت مناقشة التهديدات الحقيقية التي يتعرض لها صناع المحتوى. واختتمت الندوة بتأكيد مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي، روش عبد الفتاح، على أهمية التعليم والتربية الإعلامية في تعزيز صناعة السينما والمحتوى البصري، وشدد على ضرورة التوعية الإعلامية من سن مبكرة، مشيراً إلى أن السينما والإعلام هما من الركائز الأساسية التي تسهم في بناء مجتمع مثقف ومترابط.