يبدو لي من خلال مشاهدة حلقات المسلسل الدرامي "بنات لحديد" (2024) أنه الأكثر نضجا من الناحية الفنية، من بين المسلسلات اليومية التي عرضت طيلة رمضان 2024 على شاشتي القناتين الأولى والثانية ومنصة "يوتوب"، وذلك لأن فيه مجهودا ملحوظا على أكثر من صعيد. فسيناريو فاتن يوسفي محبوك بشكل مقبول وخيوطه متماسكة منطقيا ولا يخلو من تشويق. أما الكاستينغ في عموميته فقد توفق فيه سعيد منيولي والمخرج علاء أكعبون، كما توفق هذا الأخير في إدارته للممثلين والممثلات المحترفين فاطمة الزهراء بناصر وعبد الإله عاجل وعادل ابا تراب وأمين الناجي وجميلة الهوني وابتسام لعروسي وسلوى زرهان ومنصور بدري… والوجوه الشابة والجديدة هارون الشرقاوي وآية خديري وعبد الرحمان أوقور واليزيد الجعيدي. وإذا أضفنا إلى ذلك التناغم الحاصل بين مختلف الجوانب التقنية من تصوير (عادل أيوب) وصوت (مهدي كليف) وموسيقى وملابس وديكورات ومونطاج وغير ذلك، يمكن القول أننا أمام عمل تلفزيوني درامي مشرف، بغض النظر عن مضمونه الذي لا يختلف عن مضامين مسلسلات سابقة لنفس المخرج أو غيره من المخرجين الآخرين. "بنات لحديد" مسلسل متكامل لأن مخرجه الشاب معروف باهتمامه بالتفاصيل، ومقاربته الإخراجية لعالم "خردة الحديد" (لافيراي) والمنافسات القوية بين المتحكمين فيه، وكذا صراعات المصالح والإختلافات بين أفراد أسرة التهامي، خصوصا بعد رحيله، لا تخلو من لمسة سينمائية.