استشهد الشاعر والأكاديمي والمترجم الفلسطيني رفعت العرعير -مع العديد من أفراد عائلته- في غارة إسرائيلية على منزل شقيقته شمال غزة- حسبما أعلن مقربون منه أمس الخميس ليلا، وكان الراحل أحد قادة جيل من الكتاب الغزاويين الشباب الذين راهنوا على الكتابة بالإنجليزية لرواية قصصهم. ودرّس رفعت لسنوات طويلة الشعر والأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث شرح أعمال شكسبير وتوماس وايت وجون دون ويلفريد أوين وغيرهم، وقام بتحرير كتابي "غزة لا تصمت" و"غزة تكتب مرة أخرى". واستشهد في القصف أيضا شقيقه وشقيقته وأطفالها الأربعة. وكان الهم الرئيسي للعرير، كما قال في عرض سابق لمنصة تيد في غزة، أن قصص كبار السن المعروفة أيضًا باسم التاريخ الشفهي في طريقها إلى الانقراض لأنه بسبب التكنولوجيا الحديثة "توقفنا عن الاهتمام بالقصص". وتابع "أنا الرجل الذي أنا عليه الآن بسبب القصص التي روتها لي أمي وجدتي". وأضاف الأكاديمي الذي قام بتدريس مساق الكتابة الإبداعية والأدب العالمي لطلاب الجامعة "كفلسطينيين تحت الاحتلال، تتجاوز رواية القصص القيمة التعليمية إلى الحاجة الملحة لامتلاك روايتنا، وهو الأمر الذي يعيد القوة للمجتمع بدلاً من النخبة. إن القصص التي يمكن أن يرويها الناس عن أرض ما هي دليل على حقهم في تلك الأرض". وعام 2021 كتب لصحيفة نيويورك تايمز أنه يجد نفسه تنازعه بين الرغبة في إخراج عائلته إلى الخارج بسبب الصواريخ والشظايا والحطام المتساقط، وبين البقاء في المنزل "لنكون عرضة لقصف الطائرات الإسرائيلية، الأميركية الصنع، وفي النهاية بقينا في المنزل.. على الأقل سنموت معا". وكتب أحمد الناعوق صديق البروفيسور العرعير على منصة إكس أن "اغتيال" رفعت أمر "مأسوي ومؤلم وفاضح" و"خسارة فادحة" وذلك بعد غارات دامية شهدها شمال قطاع غزة مساء الخميس حسبما أعلنت وزارة الصحة بحكومة غزة. بدوره كتب صديقه الشاعر الغزاوي مصعب أبو توهة على فيسبوك أن قلبه "محطم" مضيفا "صديقي وزميلي رفعت العرعير قُتل مع عائلته منذ دقائق. لا أستطيع تصديق ذلك". وكتب الصحفي الاستقصائي آسا وينستانلي أنه كان يرفض التسامح مع المشعوذين والانتهازيين من جميع المشارب السياسية، مشيرا إلى أن فلسطين كانت القضية الثابتة لديه وأنه "كان دليلنا وملهمنا، كان سعيدا ومرحا ويرفع معنوياتنا بينما كان ينبغي أن ندعمه.. لا أعرف ماذا سنفعل بدونه.. قلوبنا تنزف لكننا سنلتقط قلمك الذي سقط أيها المناضل العزيز". من جهته قال الكاتب والصحافي رمزي بارود عبر إكس "ارقد بسلام رفعت العرعير. سنظل نهتدي بحكمتك اليوم وإلى الأبد". كما أشاد به الموقع الأميركي المتخصص "لِيتْرِري هاب". وقد درّس العرعير الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية بغزة، وكان أحد مؤسسي مشروع "نحن لسنا أرقاما" الذي جمع مؤلفين من غزة ب"مرشدين" في الخارج يساعدونهم في كتابة قصص عن واقعهم بالإنجليزية. وكان قد نشر على منصة إكس قصيدة لاقت انتشارا بعنوان "إذا توجب أن أموت" ختمها قائلا "فليبعث ذلك على الأمل، فليكن ذلك حكاية".