تكرم فعاليات النسخة 23 من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية، التي تستضيفها مدينة خريبكة، من 6 إلى 13 ماي 2023، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اسمان وازنان، الأول من المغرب، والثاني من بوركينا فاصو. الأمر يتعلق، بالممثل المغربي البشير واكين، وهو من مواليد مدينة خريبكة سنة 1964، حيث تحتفي به الدورة، تتويجا وتثمينا لمساره الفني الحافل، الذي يمتد لأزيد من أربعة عقود، أثمرت أعمالا كثيرة زاوج فيها بين الفكاهة والدراما، وذلك في مجال التلفزيون والسينما، لعل من أبرزها فيلم "السيمفونية المغربية" لكمال كمال و"مسعود وسعيدة وسعدان" لإبراهيم الشكيري و"الو 15″ لمحمد اليونسي. اما المكرم الثاني، فهو المخرج السينمائي البوركينابي "دريسا توري" وهو من مواليد 1952، مارس العمل السينما بصفته مخرجا، وأحيانا ممثلا خلال أربعين سنة الماضية من حياته، منذ ان أشر على تفتقه الإبداعي فقيد السينما الإفريقية الرحل المخرج السنغالي عثمان صامبين. دريسا توري، عاش الأجواء السينمائية إنتاجا وإخراجا بالعديد من الدول الأوربية، ليراكم مسارا سينمائيا كبيرا، وعلى مستوى الإخراج قدم للسينما الإفريقية أفلاما قصيرة وفيلمين طويلين، وخلال رحلاته السينمائية كانت خريبكة إحداها، حيث شارك بفيلمه الأول "التقاليد / لادا" بالمسابقة الرسمية للدورة الخامسة لملتقى خريبكة للسينما الإفريقية سنة 1992 . ويعود توري، مجددا إلى خريبكة، هذه المرة مكرما، تحت أضواء أحداث استعرضها فيلم "طاكسي، السينما وأنا" عن حياة ومسار المخرج المحتفى به في هذه الدورة. يشار إلى ان الدورة، التي تحضرها السينما الكاميرونية كضيف شرف، ستتميزبفقرات خصبة ومتعددة، من ابرزها، تنظيم مسابقتين رسميتين، واحدة للفيلم الطويل، والتي يرأس لجنة تحكيمها البوركينابي ستا نيسلاس بميل ميدا ، وأخرى للفيلم القصير ترأسها الممثلة المغربية سليمة بن مومن، فضلا عن لجنتي الجوائز الثقافية (الاندية السينمائية المغربية ونقاد السينما الافارقة). معلوم ان المهرجان الدولي للسينما الإفريقية ينظم بعاصمة الفوسفاط، منذ سنة 1977 ، وذلك من اجل التعريف بالسينما والصناعة السينمائية الإفريقية والتداول في قضايا القطاع وصناع السينما الإفريقية بالقارة وخارجها. كما يصنف المهرجان، من ارفع وابرز المهرجانات في القارة السمراء، فهو الثالث قاريا، يليه مهرجان قرطاج السينمائي بتونس منذ 1966، والفيسباكو ببوركينا فاسو منذ سنة 1969. وخلال مساره التاريخي الحافل، يسعى مهرجان خريبكة إلى ربط الجسور مع هذين المهرجانين وباقي المهرجانات التي تشتغل على السينما الإفريقية بالقارة وخارجها، فضلا عن جعل السينما في افريقيا وسيلة للحوار والتواصل والإبداع.