نظمت مكتبة الساورة التابعة لبلدية وجدة ونادي المتقاعدين وبتنسيق مع مديرية الثقافة لجهة الشرق، مساء يومه السبت 28 يناير 2023 ، لقاء أدبيا حول تجربة الشاعر والناقد الطيب هلو، وقد افتتحت الجلسة بكلمة السيد ميمون الراكب محافظ المكتبة الذي رحب بالحاضرين، مستعرضا في اقتضاب أنشطة المكتبة التي توزعت بين فنون الإبداع وصنوف الخطابات الجمالية، ومستحضرا الدعم المتواصل للسيد منتصر لوكيلي المدير السابق للمديرية الجهوية للثقافة، لتتولى إلهام الصنابي قيادة مركب اللقاء، حيث قدمت توطئة مختصرة عن جماليات الشعر المغربي المعاصر بمختلف حساسياته الفنية، كما عرضت نبذة من حياة الطيب هلو الإبداعية والنقدية، والتي بلغ عددها سبعة دواوين شعرية، وعددا مهما من الكتب النقدية والدراسات حول صنوف متعددة من الأدب، تناول الكلمة بعدها بنيونس بوشعيب في ورقة أعدها حول ديوان "لو نبهني الحب…" الصادر عن منشورات اتحاد المبدعين المغاربة عام 2012، وجاءت مداخلته بعنوان "اللغة والبلاغة: مستوى الوعي بالجمال وكتابته"، فرأى أن الشاعر ينطلق في كتاباته من الوعي بالجمال القائم على الصورة والإيقاع والرؤيا، كما قام الباحث بإعادة ترتيب نصوص الديوان التي يغيب عنها التوثيق الزمني، متتبعا تجليات العنوان في نصوصه الداخلية، ووقف على ثراء التراث الجمالي العربي في قصائده، بعدها تناول الكلمة نور الدين الفيلالي في دراسة لديوان "تراتيل إيروس"، وهو من منشورات جامعة المبدعين المغاربة والصادر عن مطبعة وراقة بلال عام 2021، في مداخلة بعنوان "جسد اللغة ولغة الجسد"، وقف أولا عند دراسة للعتبات، لينتقل بعدها إلى تتبع كلمة الجسد وصيغها، وإبدالاتها من مفردات وأفعال، وقد رصد الباحث بعض دلالات هذه الإبدالات في علاقتها بتجربة الشاعر الجديدة، أما مداخلة مصطفى سلوي فقد جاءت بعنوان "تمفصلات الجسد بين كتابتين" انطلاقا من ديوان "جسد… جسد"، الصادر عن منشورات ديهيا عام 2014، استهل ورقته بالوقوف عند أنواع الجسد وهي عنده المعقول والمدلول والمأمول، وانتقل بعدها للحديث عن مرجعيات الشاعر المتنوعة، كما وقف عندا عتبات الديوان الذي جاء عبارة عن قصيدة واحدة، وفي الشق النقدي، جاءت مداخلة أحمد مرزاق منصبة حول الكتاب النقدي الأخير للطيب هلو بعنوان "متخيل الجسد في الثقافة العربية، مقاربة لسانية نقدية"، الصادرعن شركة النشر والتوزيع المدارس بالدار البيضاء عام 2022، وقد كانت المداخلة عبارة عن مقارنة بين الكتاب في نسخته الأصلية باعتباره جزءا من عمل أكاديمي حصل به الكاتب الطيب هلو على شهادة الدكتوراه، إذ يتوزع إلى مقدمة وأربعة فصول. وبين البحث الأصلي. وبعد الاستماع إلى هذه الأوراق البحثية، تمت إحالة الكلمة إلى المحتفى به الطيب هلو الذي تقدم بالشكر الجزيل لكل المتدخلين والقائمين على تنظيم الأمسية الثقافية، وقد قام بقراءة نصين شعريين، وقد عرف هذا اللقاء حضور عدد مهم من المتتبعين للشأن الثقافي من شعراء وباحثين وأصدقاء الشاعر.