حج إلى القاعة الكبرى للمركب السينمائي "ميغاراما" بالدارالبيضاء، مساء الإثنين 24 أكتوبر 2022، جمهور نوعي غفير من عشاق السينما المغربية الرفيعة للتمتع بمشاهدة الفيلم الجميل الجديد "جبل موسى" (2022) للمبدع الرقيق إدريس المريني، في عرضه الإفتتاحي قبل انطلاق عروضه التجارية بالقاعات السينمائية الوطنية ابتداء من الأربعاء 26 أكتوبر الجاري. وقد نشط الناقد السينمائي والباحث في الجماليات الأستاذ إدريس القري، باقتدار ملحوظ، لحظة تقديم هذا الفيلم، مستهلا كلامه بمقدمة أشار فيها، من خلال سرده لإحصائيات تتعلق بالعدد الكبير من القاعات السينمائية المتواجدة بالولايات المتحدةالأمريكية وإسبانيا وغيرها من البلدان، إلى أن السينما صناعة تنتج قيما وتحقق تلاحما بين أفراد المجتمع. ولم يفته التأكيد بأن من مر بالتلفزيون ليس مصيره العقم، ملمحا إلى أن الفنان إدريس المريني، الذي قضى القسط الأوفر من حياته المهنية داخل مؤسسة التلفزيون، أبدع في أعماله السينمائية كما أبدع في أعماله التلفزيونية، والدليل على ذلك أن من نجح في الكوميديا (فيلم "لحنش") وغيرها (فيلم "عايدة") قادر على النجاح أيضا في فيلم له بعد فكري فلسفي (جبل موسى). وختم كلامه بكون المبدع السينمائي المغربي بمقدوره أن يصنع فيلما مشرفا على مستويات عدة. بعد ذلك نادى القري على المخرج المريني، تحت تصفيقات الجمهور الكثيف الذي ملأ جنبات القاعة، فشكر هذا الأخير الجمهور الحاضر على تلبية الدعوة، كما شكر منشط الحفل على كلماته الجميلة والعميقة في حقه ونادى أولا على كاتب سيناريو الفيلم ومؤلف رواية "جبل موسى"، التي اقتبس منها هذا العمل السينمائي الجديد، الأستاذ المبدع عبد الرحيم بهير، وشكره أمام الجمهور متمنيا التعامل معه مستقبلا في أعمال أخرى، وترك بعد ذلك مهمة المناداة على العناصر الحاضرة من الطاقمين الفني والتقني للفيلم لصعود المنصة أمام الجمهور والتقاط صور تذكارية بالمناسبة لمساعدته أحلام عاطر، مديرة الإنتاج، التي نادت تباعا على الممثلين يونس بواب (القادم توا من كندا لحضور هذا العرض الإفتتاحي) وعبد النبي البنيوي وهاجر بوزاويت وعمر العزوزي وحسن فولان وعبد اللطيف الشكرا والتقنيين خالد الإبراهيمي (المدير الفني) ومريم الشاذلي (رئيسة المونطاج)… ما أثار انتباهي، قبل عرض الفيلم، الذي تابعه الجمهور بإمعان واهتمام بالغين من بدايته إلى نهايته، مع تجاوب ملحوظ بتصفيقات مع بعض مشاهده ومقاطع من حواراته، المدة الوجيزة التي استغرقها زمن التقديم (أقل من عشر دقائق) أي خير الكلام ما قل ودل. وفي هذا إنجاز يحسب لإدريس المريني ومستشاره في التواصل إدريس القري لأن المهم قبل كل شيء هو مشاهدة الفيلم، أما الحديث عنه قبل العرض بإطناب ممل أحيانا فهو مضيعة للوقت سقط ويسقط فيها مع كامل الأسف العديدون ممن نظموا سابقا عروضا افتتاحية لأفلامهم. شكرا للعناصر الفنية والتقنية لطاقم هذا الفيلم، الذي تم من خلاله الإحتفاء بقيمة الصداقة بين رجلين مثقفين يعشقان الموسيقى والقراءة والفلسفة، لقد أتحفتمونا بعمل فني جميل يمكن اعتباره، بدون مبالغة، إضافة نوعية للفيلموغرافيا السينمائية الوطنية. لنا عودة لهذا الفيلم في ورقة قادمة.