عن إصدارات أمنية للإبداع الفني والتواصل الأدبي(*)، صدر مؤخرا كتاب احتفالي في طباعة أنيقة وإخراج متميز، بعنوان:“محمد أديب السلاوي، الكاتب والقضية”. وهو الإصدار الأول الذي تدشن به دار أمنية سلسلة جديدة تحمل عنوان : ” كاتب وكتاب بعيون الآخرين” ستخصصها للكتاب الرواد الذين اشتغلوا في مجال من المجالات الأدبية أو الفنية، حيث سيتناول مجموعة من النقاد والباحثين تجاربهم الإبداعية أو النقدية أو هما معا، بهدف تعزيز مكانة النقد وأهميته في تقويم وتطوير مشهدنا الثقافي المغربي. وقد جاء الإصدار الأول من هذه السلسلة (357 صفحة من القطع المتوسط) محتفلا بالعطاء الفكري، الإعلامي و النقدي، لكاتبنا الكبير الأستاذ محمد أديب السلاوي الذي يعتبر من الكتاب المغاربة والعرب القلائل الذين راكموا تجربتهم النقدية على التنوع والاختلاف في الأبحاث والدراسات الثقافية والأدبية والفنية، كما جاء في مقدمة الدكتور عبد اللطيف ندير، حيث كتب مقالات في الأدب والفنون، نشرها في كتب موزعة ما بين الشعر والنثر، وما بين المسرح والتشكيل، والسياسة والمجتمع، فكان بذلك مرجعا أساسيا، بل ومصدرا موثوقا، وذاكرة حية ويقظة، ترصد وتؤرخ لكل اللحظات المشرقة من ثقافتنا وفننا عبر مسارهما التاريخي الكبير، الحافل بالعطاء، بل ألف كتبا أخرى في مجالات متعددة من النقد الإعلامي والسياسي والاجتماعي، ليكون بذلك ناقدا شموليا، وهرما شامخا كبيرا لا يعلى عليه. يقول الناشر الدكتور ندير عبد اللطيف في مقدمته لهذا العمل : ” خمسون سنة – أو ما يزيد- من الكتابات، جمعها محمد أديب السلاوي في أكثر من أربعين كتابا طبع أو سبق طبعه في المغرب والعراق وسوريا ولبنان، هذا بالإضافة إلى ما نشره من مقالات في كثيرة من المجلات العربية من المحيط إلى الخليج، دون أن نذكر الكتب الالكترونية التي انخرط هذا المبدع في نشرها عبر العديد من المواقع العربية “. يتوزع هذا الكتاب المرجعي الهام إضافة إلى المقدمة، على خمسة فصول، تلقي الأضواء الكاشفة على الانجازات الثقافية والفكرية التي حققها الأستاذ السلاوي خلال الخمسين سنة الماضية، حيث يتضمن الفصل الأول منها، وهو بعنوان : محمد أديب السلاوي، مبدع وأديب موسوعي، قراءات وشهادات في كتبه النقدية حول المسرح والفنون التشكيلية والفنون الشعبية الأصيلة، حيث جاءت شهادات الدكتور عبد الرحمان ابن زيدان، الدكتور عبد الكريم برشيد، الأستاذ محمد السعيدي، الدكتور عزيز اليخلوفي والأستاذ الطاهر الطويل، مؤكدة على السعة المعرفية للكاتب المحتفى به. ويتضمن الفصل الثاني الذي يحمل عنوان : محمد أديب السلاوي، المزاوجة بين النقد الفني والنقد الأدبي، قراءات : للدكتور رشيد بناني، الدكتور ندير عبد اللطيف، الدكتور بلهاشمي هشام، الدكتور بنيونس عميروش، في موسوعية الكاتب وقدرته على التحليل والبحث في المجال الإبداعي المغربي، مما يجعل منه رائدا من رواد المعرفة الفنية ببلادنا ومرجعا أكاديميا موثوقا. أما الفصل الثالث، وهو بعنوان : محمد أديب السلاوي بين النقد الإعلامي والاجتماعي والسياسي، فيتضمن قراءات وشهادات : الدكتور محمد الوكيلي، الاستاذ محمد السعيدي، الأستاذ الطاهر الطويل، الأستاذ محمد الأمين السباعي، الأستاذ بوشعيب الضبار، الأستاذ عبد الحميد العوني، الأستاذ باهي محمد أحمد، في كتبه السياسية، التي تواجه الفساد والرشوة والفقر والسلطة الجائرة في مغرب عهد الاستقلال، وهي المجالات التي جعل منها كاتبنا الكبير قضيته الأولى والأساسية خلال العقود الأخيرة. أما الفصل الرابع، فيتضمن شهادات في حق الكاتب : تناولت أخلاقه، طيبته، ثقافته الواسعة، حبه للخير، وإخلاصه لوطنه ولأصدقائه للأساتذة : محمد عياد، محمد الأشهب، أحمد الطيب العلج، خديجة بركات، محمد أمين بنيوب. ويتضمن الفصل الخامس والأخير بيبليوغرافيا مفصلة للكاتب، بقلم الدكتور عبد اللطيف ندير، تستعرض المحطات الأساسية في حياة الكاتب، وكتبه، وإنجازاته الثقافية المختلفة، والجوائز التي حصل عليها داخل المغرب وخارجه، مزينة بأغلفة الكتب التي تبرز المسار النقدي الحافل للأستاذ محمد أديب السلاوي. بذلك يكون هذا الكتاب، إضافة إلى قيمته الأكاديمية والثقافية، مرآة ساطعة لعطاءات واحد من رجالاتنا الكبار في الساحة الثقافية المغربية، كتاب يعكس بجلاء وشفافية موسوعية كاتبنا الكبير، وجهاده المتواصل من أجل، التحديث والإصلاح والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهي ” القضية” الأولى والأساسية التي طبعت مسيرته الفكرية والثقافية على مدى خمسة عقود من الزمن المغربي .