احتضنت قاعة ابن رشد صباح الخميس 14 أبريل 2022 أشغال اليوم الثاني من ملتقى الشعر والفلسفة، والموسوم ب:" الشعري والفلسفي في تجربة محمد الفاهم"، وعبر السيد سعيد الحمدي مدير المؤسسة عن ضرورة التفكير في دراسة العطاء الإبداعي والفكري للأساتذة المشتغلين بمجال التربية والتكوين، والحرص على خلق حوار معرفي مع المتعلمين والمتعلمات يضمن الحرية وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الأجيال، واختارت الأستاذة زينب مسكين في كلمة باسم شعبة اللغة العربية الإشادة بتجربة الأستاذ محمد الفاهم التي تجمع بين التأمل الفلسفي والصور الشعرية العميقة. أدار هذا اللقاء بحرفية عالية الدكتور محمد الغرافي الذي قدم أرضية تاويلية لعلاقة الشعر بالفسفة، بغية التفكير في منطلقاتها الفكرية والجمالية، ومفسحا في الآن نفسه المجال لمداخلة الأستاذ محمد اليونسي المعنونة ب جدل الشعري والفلسفية في كتاب " مثل ذئب يعوي تحت القمر" لمحمد الفاهم" قارب محمد اليونسي علاقة الشعر بالفلسفة من خلال توطئة نظرية كشفت عن سعي حثيث لجسر الهوة بين الخطابين، ومن خلال استنطاقه لعتبات المتن المدروس، انتهى إلى التساؤل عن إمكان التلاقي والتواشج بين الخطابين في متن واحد. ومن خلال تتبّع الثيمات الواردة في فصول الكتاب، والوقوف عند مستويات اللغة التي توسل بها الكاتب في نصوصه، انتهى محمد اليونسي إلى أن خصومة الشعر والفلسفة لا تعدو أن تكون مفتعلة، وأن التواشج بين الخطابين قديم بعمر الشعر والفلسفة، وأن المبدع محمد الفاهم قد أفلح من خلال ترسّم خطى أسلاف عظام في المواءمة بين الشعري والفلسفي، على تفاوت في هذا التواشج من نص لآخر. وراهن الباحث في الدراسات التأويلية الأستاذ ياسين الحراق في مداخلته المعنونة ب" النص الشذري من تفكيك النص إلى تفكيك المعنى- دراسة تفكيكة في كتاب شذرات فلسفية طاوية للمبدع محمد الفاهم" الانطلاق من فرضية أساس مؤداها أن النص الشذري في عمل المبدع والباحث محمد الفاهم الموسوم ب "شذرات فلسفية طاوية- تأملات في فلسفة الحياة والوجود" -كما يكشف النظر الدقيق في الكثير من مقاطعه الشذرية- يقوم على استراتجية خطابية تنبني على تناسب المنحى الشعري للغة النص الشذري مع النزوع التفكيكي في تأمل الموضوعات والتفكير فيها بما هي موجودات دينامية مستغرقة في تجارب ممتدة في الزمان من خلال استراتيجية قرائية تستند إلى نقد المركزية اللوغوسية التي خلقتها الفلسفة الغربية المثالية وتعرية الأنساق التي تنتظم علاقات السلطة والقوة والمعرفة في إنتاج تمثيلات عن الذات والعالم والوجود وفرضها، ومحاولة تفكيكها على نحو تستعيد فيه أصوات الحرية والاختلاف المنسية في الهامش. وعلى هذا الأساس سنحاول تأويل أصوات الغياب المتعددة التي تنفتح عليها بعض الشذرات وهي تمثل سؤال والذات والهوية والحياة والوجود والإرادة ، مبرزين المظاهر التفكيكية للغة الشعرية التي تميز أسلوب الكتابة فيها [الشذرات] استنادا إلى رؤية تفكيكية. وقدم المحتفى به أستاذ مادة الفلسفة محمد الفاهم سيرة ذهنية لتكل الوعي الفكري والجملي، ورهان الكتابة في شقها الإبداعي من خلال إصدارته، وعمل على إتحاف الحضور بنصوص جديدة من تجربته الإبداعية. وتميزت أشغال هذا اللقاء النقدي بحضور كثيف للأساتذة والمتعلمين والمتعلمات الذين عملوا على تقديم أسئلة مركبة وإشكالية لعلاقة الشعر والفلسفة بشكل عام، وأشكال حضورها في تجربة محمد الفاهم بشكل خاص.